- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
شبح العنف يحيط بالانتخابات في شرق أفريقيا
الخبر:
كشفت فضائية العربية في نبأ عاجل لها، عن وجود اضطرابات في جمهورية أرض الصومال أسفرت عن مقتل 5 أشخاص، بينهم نساء. وأكد شهود عيان، مقتل وجرح العشرات فيها (وهي منطقة منفصلة عن الصومال منذ 1991 ولكن لم تحصل للآن على اعتراف بها). وأطلقت الشرطة النار على محتجين مناهضين للحكومة، وذلك بعد نزول مئات الأشخاص إلى شوارع العاصمة هرجيسا ومدينتي بوراو وإيريجابو، بعد فشل المفاوضات بين الحكومة وأحزاب المعارضة وإصرار الحكومة على إرجاء الانتخابات الرئاسية المقررة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بالإبقاء على موعد الانتخابات، ورددوا شعارات مناهضة للحكومة. (العربية، رويترز).
التعليق:
سبقت أحداث جمهورية أرض الصومال بأيام قليلة موجاتُ عنفٍ أحاطت بجارتها كينيا وقد استقبل أهلها موسم الانتخابات كعادتهم بحذر وتوجس. ومعروف أن الانتخابات في كينيا لا تخلو من مظاهر العنف والتخريب وتنتهي عادة بالتشكيك في صحة نتيجة الانتخابات. وبالفعل ما إن تم إعلان فوز نائب الرئيس وليام روتو في الانتخابات حتى خرجت احتجاجات عنيفة في معاقل خصمه الخاسر رايلا أودينغا. لم تخرج هذه الأحداث خارج المتوقع فقد سبقتها فوضى انتخابات 2017 والتي انتهت بإلغاء الانتخابات.
تعقد هذه الانتخابات في جو يحيط به العنف والتحايل على العملية السياسية، وبالرغم من ترديد الساسة شعارات تدعو لمحاربة الفساد خلال الحملات الانتخابية إلا أن الحكومات المتعاقبة كانت هي أصل الفساد والراعي الرسمي له. وتحتل كينيا المرتبة 128 من أصل 180 دولة في مؤشر الفساد العالمي. وينتظر الناس سنوات لكي ينتقل الحكم من رئيس فاسد لآخر لا يختلف عنه، بينما تزهق الأرواح في الدفاع عن مرشحين لا تهمهم حياة الناس ولا يحملون همومهم! إنه فساد ظاهر للعيان لا يخفى على أحد، حتى أصبحت عملية الاقتراع في نظر من يشارك في الانتخابات "شراً لا بد منه"، وعبئاً على كاهل الشعب! بل إن فساد السياسة أبعد الناس عن السياسة وخلف لديهم شعورا باللامبالاة وبات ذلك واضحا في الشارع العام.
الوسط السياسي في شرق أفريقيا منظومة معقدة تحيط بها اعتبارات اقتصادية وقبلية وتدخلات وإملاءات خارجية لا تمت لرغبة الإنسان ولا تمثله وليس لها علاقة بالسياسة بوصفها رعاية شؤون الناس. ولن يتحقق المفهوم الصحيح للسياسة والعمل السياسي طالما أن النظام المطروح هو نظام بشري ناقص محدود، بل سيظل الخلل والقصور والاضطراب سمة أساسية في المنظومة الرأسمالية المهيمنة فوق ما يعتريها من تبعية للمستعمر الذي لا يرقب في أهل البلاد إلا ولا ذمة، ويقوم بنهب الثروات من باطن الأرض وظاهرها.
﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)