- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مصر في ظل الرأسمالية وبلطجة النظام
الخبر:
نشر موقع مصراوي السبت 2022/08/13م، ما كشف عنه مصدر حكومي، عن سبب اختيار اسم جزيرة حورس بدلا من الوراق، بالتزامن مع إعلان الحكومة مخطط تطوير الجزيرة، عقب ضمها حوالي 71% من مساحتها في ملكية هيئة المجتمعات العمرانية، وقال المصدر لمصراوي، إن السبب وراء اختيار الحكومة اسم حورس بدلا من الوراق، لأن مخطط مشروع تطوير الجزيرة على شكل عين حورس. وأشار إلى أن المرحلة الأولى لمشروع تطوير جزيرة الوراق يتضمن تنفيذ 94 برجاً سكنياً، بإجمالي 4092 وحدة سكنية، بمساحات تلبي مختلف المتطلبات للمستهدفين بها، وأكد أن الحكومة تنفذ الآن نحو 40 برجاً بالجزيرة بإجمالي 1744 وحدة سكنية، وجار تنفيذ عدد من الخدمات مثل المدارس ووحدات طب الأسرة، ومراكز الشباب، ومراكز تجارية وخدمية وترفيهية. فيما تداولت مواقع التواصل وموقع الجزيرة صورا ومقاطع فيديو لأهالي جزيرة الوراق في مسيرات تهتف ضد النظام وتعلن عدم تخليهم عن بيوتهم وتصديهم لقوات الأمن التي تحاول إخراجهم من الجزيرة.
التعليق:
الوراق ليست مجرد جزيرة بل حكاية متجددة تكشف فصولها عن بلطجة النظام بصورتها البشعة مع كل أهل مصر وليس مع معارضيه أو منافسيه فقط بل كل من يعارض قراراته الكارثية ويحاول التمسك بحقه المشروع أمام بلطجة النظام.
جزيرة الوراق منطقة ذات موقع متميز شأنها شأن الكثير من مناطق القاهرة القديمة كمثلث ماسبيرو ونزلة السمان وغيرها، وإجبار الناس على تركها سيطال كل المناطق المميزة أو التي قد تميز فيما بعد بدعوى أنها أملاك دولة، فهل هي حقا أملاك دولة؟ وما هو واقع أراضي تلك الجزيرة وغيرها من الأراضي التي توارثها الناس وعاشوا عليها كل حياتهم ولا يملكون أوراقا تثبت ملكياتهم أمام الدولة؟ وهل يجوز للدولة أن تنزع عنهم ملكيتها وتخرجهم منها؟
واقع تلك الأراضي لا يمكن أن يدخل أبدا في ملكية الدولة بل هو من الملكية العامة قبل الإحياء بالسكن والإعمار والزراعة وبعد إعماره بأي شكل من الأشكال بشكل حقيقي يتحول إلى ملكية خاصة لا يجوز للدولة انتزاعها من الناس جبرا، ولا إكراههم على تركها أو بيعها والتخلي عنها ولا بأي مقابل.
إن واجب الدولة هو رعاية شؤون الناس وقضاء حوائجهم وحفظ حقوقهم، إلا أن ما نراه ليس إلا دولة تمارس كل أنواع التجارة والبلطجة واستغلال النفوذ للتربح دون نظر لآلام الناس ومعاناتهم، وما يحدث مع أهالي الوراق حدث قبل ذلك مع أهالي مثلث ماسبيرو، وسيتكرر مع كل بقعة يراها النظام أو مستثمروه مميزة يمكن استغلالها، ولن يستطيع أهل مصر الوقوف في وجه رغبات السادة أرباب المال والسلطة ومن بيدهم القوة والسطوة والسلطان، بينما النظام نفسه هو الذي يمنح ثروات البلاد للشركات الرأسمالية بلا ثمن مقابل سند دولي لعرش نخر فيه السوس، والنظام نفسه الذي منح أراضي ومياهاً إقليمية وحقول غاز لكيان يهود وتنازل عن حقه في جزيرتي تيران وصنافير ليتحول الممر المائي الصالح للملاحة في خليج العقبة لممر دولي بعد أن كان ممرا مصريا خالصا تستطيع مصر غلقه أمام كيان يهود، هذا النظام الذي فرط ولا زال في كل حقوق مصر وثروتها لا يظهر أنيابه إلا على أهل الكنانة.
مشكلة الوراق وغيرها هي أزمة نظام رأسمالي يحتضن الفساد ويوجد التربة الخصبة لوجود الفاسدين وبقائهم وحكام ينفذون هذا النظام على الناس بأبشع صوره دون أن يجدوا من يوقفهم عند حدهم ويحمي أهل مصر من بطشهم وتغولهم.
يا أهل الكنانة: إن الوراق مثال حي يتكرر مرات ومرات أمامكم يبين واقعكم في ظل الرأسمالية وأدواتها حيث لا أمن ولا أمان إلا لمن يخضع لهذا النظام وسادته دون قيد أو شرط ويعيش في مصر حياة العبيد في معتقل كبير تحيطه حدود مصر الضيقة التي رسمها سايكس وبيكو، هذا هو الأمن والأمان الذي يراه النظام ومن لف لفيفه، أمن العملاء والخونة والنخبة المرتبطة بالغرب والمنتفعين من النظام، وحياة العبيد لمن سواهم، فهل هذه حياة؟! وهل هذا ما ترتضون وتبحثون عنه لأنفسكم؟!
يا أهل الكنانة: إن الذي يصلح حالكم حقا هو اقتلاع هذا النظام من جذوره وإقامة نظام يضمن لكم العدل والكرامة ورغد العيش ويحفظ لكم حقوقكم ويضمن لكم الأمن والأمان بشكل حقيقي بعيدا عن إرهاب هذا النظام، ولا يضمن لكم هذا إلا الإسلام بنظامه ودولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن هذا النظام لم يكن ليبطش بأهل مصر لولا أنه أمن جانبكم وعلم أنكم جزء من آلة قمعه التي يسلطها على الناس متى وكيف شاء، مستغلا حالة التفريق التي يفرضها بينكم وبين أهلكم في أرض الكنانة بما يميزكم به عنهم وما يمنحكم من ثروات ومميزات هي في حقيقتها رشى يشتري بها ولاءكم ويضمن صمتكم أمام ما يحيق بأهل مصر من ويلات، ألا فلتعلموا أن ما يمن النظام به عليكم إنما هو فتات من حقوقكم التي يسرقها، وسيحاسبكم الله عليها وعلى صمتكم على جرمه الذي لا ينتهي فجهزوا جوابكم لله!
أيها المخلصون في جيش الكنانة: إنكم بيضة القبان ووحدكم من يستطيع حل المعادلة وتصحيح المسار وإخراج مصر من أزماتها ووضعها على طريق نهضة حقيقية تنهض بها وبالأمة؛ لو اقتلعتم حبال الغرب وحكام السوء التي تطوقون بها أعناقكم، ووصلتم حبالكم بالمخلصين من أبناء الأمة العاملين لخيرها والساعين لتطبيق الإسلام فيها بدولة خلافة راشدة على منهاج النبوة، هذا هو دوركم وواجبكم وهذا ما يرضي ربكم عنكم وما يعيد لكم ولمصر الكرامة والعزة في الدنيا والآخرة، ألا فلتكونوا لله أنصارا ولدينه عضدا وسندا، فمن للإسلام وأمته إن لم يكن أنتم؟ ومن ينصر دينه ويقيم دولته غيركم؟ ألا فلتبادروا إلى خيري الدنيا والآخرة، ولا يسبقنكم إليه أحد، فتفوزوا فوزا عظيما.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر