- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾
الخبر:
تصدر وسم "قانون الطفل مسموم" مواقع التواصل في الأردن. حيث بدأت عاصفة إلكترونية صبيحة الثلاثاء اعتراضاً على قانون حقوق الطفل. بعدما تقدمت الحكومة الأردنية لأول مرة بمشروع القانون لمجلس النواب بعد مطالبات مستمرة منذ 2006.
التعليق:
- إننا أمة سيدنا محمد، سمّانا الله سبحانه المسلمين، وقد رضينا بالله ربّاً وبشرعه منهاجاً وبنبيه معلماً وسيداً وقائداً نقتدي به في الصغيرة والكبيرة. لسنا أمة على الهامش ولا نحن أيتاماً من الحضارة ولا نحن محرومين من نعمة ربنا بالوحي. فنظرتنا لكل ما يَرِدُنا من الغرب هي النظرة التي علمنا إياها ربّنا: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم: 9]، قال الطبري في تفسير هذه الآية: "إنما هو مأخوذ من الدُّهن شبه التليين في القول بتليين الدُّهن".
- والناظر للاتفاقيات التي يحاول الغرب فرضها في بلاد المسلمين وما ينطق به عرابوها يرى مقدار الجهود التي يبذلونها لدس السم في العسل والتدليس على الناس وإخفاء حقيقة هذه القوانين. فهم حقيقة يحاولون تليين الرأي العام تجاه قوانينهم. ففي فلسطين عندما أرادت السلطة فرض اتفاقية سيداو وقانون حماية الأسرة فهبّ أهل الأرض المباركة ينافحون عن دينهم وأعراضهم، كانت الجمعيات النسوية وأبواق السلطة يدلسون على الناس تارة بقولهم إن هذه الاتفاقية والقانون المنبثق عنها لا يخالفان الشريعة، وتارة يشوهون الواقع، وتارة يصفون من يعترض على القانون بالجهل أو تعنيف أهله وظلمهم! وها هم أشباههم في الأردن يحاولون المحاولات نفسها لفرض قانون حماية الطفل، فيشوهون ويدلسون ويدهنون ويحاولون إقصاء الرأي العام الذي يُجمع على رفض عقتهم. والمثير للسخرية أن الأمم المتحدة التي ترعى هذه القوانين تنشر على موقعها الرسمي عبارات: "أحرار ومتساوون"، لكن مع صورة لرجلين شاذين ارتبطا بالزواج! فهل هذه المساواة التي يدافع عنها عرابو قانون حماية الطفل؟!
- الغرب اليوم يلفظ أنفاسه وهو يعيش أزمة حضارية بل إفلاساً يجعله يستميت في تأخير دفنه. ولا بديل عن الشقاء الذي أصاب البشرية بسبب المبدأ الرأسمالي إلا الإسلام الذي تطبقه دولة تحمله للعالم رسالة هدى ونور، فتخرجهم من الظلمات إلى النور، كما فعل رسول الله ﷺ. والغرب يدرك أن الإسلام هو خصمه الحقيقي جيداً ويدرك أن عودة المسلمين لقيادة العالم باتت وشيكة. وربما يضربه في مقتل توحد لسان المسلمين في العاصفة التي أطلقها أهل الأردن اعتراضاً على قانون الطفل من بلاد شتى. لذلك، فإن الغرب يستميت حقيقةً في هجمته ضد آخر معاقلنا: الأسرة، يضرب في مفهوم القوامة فينزع من الرجل رجولته في بيته فيجعله صرافاً آلياً، ويشيطن فكرة الأمومة وينفر المرأة من دورها الحقيقي ليشغلها عن أسرتها، ثم في الدور الأخير ها هم يريدون للأطفال أن يبقوا مجردين من الحماية، متمردين على أهلهم، وبذلك تكون الأسرة قد تفككت وصارت الأسرة المسلمة التي تُعَدّ اللبنة الأساسية في المجتمع، والتي يُضرب المثل بطهارتها ونقائها وتماسكها، نسخة عن الأسر في الغرب.
- الأبواق الإعلامية في بلاد المسلمين بأغلبها قد اختارت فسطاط الأمم المتحدة والسيداويين. فصارت تروج لمنكرهم، وتفتح لهم المنابر. ففي نظر الجزيرة يصبح قانون الطفل وجهة نظر، وعموم الشعب في الأردن الذي أنكر هذا القانون وعبر عن رفضه حيث تصدر الوسم الخاص بالحملة تويتر خلال ساعات فقط، يصبح أهل الأردن مجرد طرف في حوار عن وجهة نظر عادية، فتقول الجزيرة إن القانون يدور بين أخذ ورد وبين موافق عليه ورافض له! لتوهم القارئ، عبثاً، أن القانون مجرد أمر عابر، لا ضربة في مقتل تصيب آخر معاقلنا.
- إن الوعي الجمعي الذي يدفع هذه الجموع لإنكار المنكر، ورفضه من مسلمي الأردن وفلسطين وتونس والخليج وسوريا ولبنان... يثبت أننا أمة واحدة رغم كل الهجمات التي تهدف لتكريس فرقتنا، فأهل فلسطين الذين يواجهون الاحتلال وتغول السلطة لم ينسوا الوقوف مع الأردن، ولا أهل سوريا الذين يجاهدون ضد الطاغية بشار وخيانة أنظمة الطوق لهم لم ينسوا أهل الأردن... وهكذا في كل محنة نتعرض لها، ونبراسنا رسول الله الذي علمنا أن المؤمن قوي بإخوانه.
- أخيراً: هذه المحن ستنجلي، والأمة على موعد مع فجر يسر أهل الليل العاملين لنهضة أمتهم ويسيء عدوهم. وإن غداً لناظره قريب؛ فلا الأمم المتحدة ولا الغرب بجحافله وعتاده، ولا الحكام الرويبضات قادرون أن يمنعوا نصراً رب العرش يرعاه. ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال