الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مقاتلو طالبان يصلون إلى موسكو كتجّار وليس كحملة دعوة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:

في 15 آب/أغسطس، ذكرت وكالة الأنباء Kormesant.ru أن طالبان (الحركة المصنّفة إرهابية والمحظورة في الاتحاد الروسي) تعتزم إقامة تجارة مقايضة مع روسيا. صرّح بذلك وزير الصناعة والتجارة في إمارة أفغانستان الإسلامية، نور الدين عزيزي، خلال زيارة عمل لموسكو. وقد وصل وفد طالبان إلى روسيا في ذكرى انسحاب الوحدة الأمريكية. بالإضافة إلى موسكو، سيزور قازان أيضاً. وبحسب عزيزي، فإن كابول مستعدة لشراء مليون برميل من النفط مقابل بعض المنتجات الأفغانية. بالإضافة إلى ذلك، وكما هو متوقع، سنتحدث عن توريد الحبوب الروسية وزيت دوار الشمس.

 

 

مقاتلو طالبان يصلون إلى موسكو كتجّار وليس كحملة دعوة!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 15 آب/أغسطس، ذكرت وكالة الأنباء Kormesant.ru أن طالبان (الحركة المصنّفة إرهابية والمحظورة في الاتحاد الروسي) تعتزم إقامة تجارة مقايضة مع روسيا. صرّح بذلك وزير الصناعة والتجارة في إمارة أفغانستان الإسلامية، نور الدين عزيزي، خلال زيارة عمل لموسكو. وقد وصل وفد طالبان إلى روسيا في ذكرى انسحاب الوحدة الأمريكية. بالإضافة إلى موسكو، سيزور قازان أيضاً. وبحسب عزيزي، فإن كابول مستعدة لشراء مليون برميل من النفط مقابل بعض المنتجات الأفغانية. بالإضافة إلى ذلك، وكما هو متوقع، سنتحدث عن توريد الحبوب الروسية وزيت دوار الشمس.

 

التعليق:

 

مرّ عام على مغادرة القوات الأمريكية أفغانستان، وسيطرة حركة طالبان على السلطة في البلاد واتخاذ موقعها على الساحة الدولية. كان خيار طالبان موقفاً من الإذلال والهزيمة، حيث استمرت في النهاية في تطبيق قوانين المستعمرين ونظام الطاغوت العالمي، بدلاً من إعلان إقامة دولة الخلافة الإسلامية وحمل نور الإسلام إلى العالم أجمع. خلال العام الماضي، زار ممثلو طالبان دولا عدة، ما هي هذه الدول وبأي صفة وتحت أي ظروف يزورونها؟ عندما وصل وفد طالبان إلى أوسلو في كانون الثاني/يناير الماضي، قالت وزيرة الخارجية النرويجية أنكن هويتفيلدت إن المحادثات "لن تشكّل شرعية أو اعترافاً بطالبان". أي أن طالبان لا يُعترف بهم حتى كحكام شرعيين لدولة مستقلة! في كل دول العالم تقريباً، تُحظر حركة طالبان باعتبارها "منظمة إرهابية" ولا يريدون التحدث معهم على قدم المساواة، ما يذّلهم إلى مستوى الجهلاء والمجرمين.

 

كما زارت طالبان جيرانها روسيا والصين وأوزبيكستان وتركمانستان، وكل هذه الدول حظرت حركة طالبان باعتبارها "منظمة إرهابية" ولن تزيل هذا التصنيف. كل المفاوضات تنزل إلى العلاقات التجارية والأعمال. كانت أفغانستان ولا تزال بالنسبة للمستعمرين مجرّد ملحق بالمواد الخام، وتتصرف طالبان في صورة تُجار. نرى كيف تحاول طالبان إرضاء المستعمرين، وإقناعهم بصفقات تجارية مع عملائهم في المنطقة، حتى على حساب شعبهم. إنهم يتوسلون للمستعمرين أن يعيدوا أموال البلاد من البنوك الأمريكية. تمتلئ وسائل الإعلام بالهجمات على حكم طالبان في البلاد، مطالبين باحترام "حقوق الإنسان" وما إلى ذلك. إن طالبان تتكيف ببساطة مع النظام العالمي الذي أنشأه المستعمرون. ماذا يعتبر هذا إن لم يكن الإذلال والهزيمة؟! هل ضحى المجاهدون بدمائهم في ساحات القتال من أجل هذا؟! هل عانى الناس وضّحوا بأرواحهم وممتلكاتهم ورفاههم من أجل هذا؟! هل لهذا رفعت راية النبي ﷺ؟! نبينا الحبيب ﷺ، لما أقام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، لم يطلب المساعدة والتوجيه والصداقة مع القوى العالمية في ذلك الوقت، مثل الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية والفارسية. بل كان ﷺ في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية يطبق أوامر الله تعالى، ولم ينتظر ولم يطلب شرعية ولا نصرة من غير الله سبحانه!

 

لم يقم النبي محمد ﷺ ببناء علاقات مع الجيران من أجل التجارة أو الصداقة. لقد أوضح موقفه بوضوح في رسائله إلى حكّام الدول المختلفة. سأقدم بإيجاز مثالاً لرسالته ﷺ إلى هرقل، حاكم الإمبراطورية الرومانية، حيث يقول ﷺ: "بسم الله الرحمن الرحيم! من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنّ عليك إثم الأريسيين". أي الموقف الذي تبنّاه النبي ﷺ في الساحة الدولية آنذاك، رغم قلّة عدد المسلمين وعملياً في إطار مدينة واحدة، كان الموقف الذي أمر به الله، موقف الدولة القويّة. يدّعي أنه زعيم العالم، لأن النبي ﷺ كان مقتنعاً تماماً بوعد الله ونصره! هذا المنصب، منصب زعيم العالم المؤدي إلى النور، شغله الخلفاء الراشدون وحكام المسلمين اللاحقون، الذين جلبوا النصر وقيادة العالم للأمة الإسلامية بأكملها. من أجل هذا يجب على طالبان إرسال سفرائهم إلى حكام الدول الأخرى! قال الله عزّ وجل في كتابه العزيز: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾.

 

لقد ألزمنا الله تعالى بتطبيق الإسلام في الحياة، وأوكل إلينا واجب نشر الحق، الإسلام إلى البشرية جمعاء. هذا هو طريق العظمة والخلاص! واليوم الطريقة الوحيدة لتتخلص طالبان من الهزيمة والإذلال يكون بالابتعاد عن نظام الطاغوت والعودة إلى حكم الله ورسوله. ويكون طالبان هم الأنصار! والقبول فوراً بمشروع حزب التحرير القائم على الكتاب والسنّة، والعمل معاً لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية. وبعون الله سيصل نور الإسلام على العالم أجمع! وفقنا الله!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع