السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل تبتعد كازاخستان عن روسيا؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل تبتعد كازاخستان عن روسيا؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أشار رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في الاجتماع العام لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدّولي بمشاركة رئيس روسيا فلاديمير بوتين في 17 حزيران/يونيو إلى أن كازاخستان لا تعترف باستقلال ما يسمى بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.

 

ورداً على سؤال مديرة الجلسة مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة آر تي التلفزيونية الحكومية الروسية ومجموعة Rossiya Segodnya الإعلامية، حول نظرة كازاخستان إلى العملية الخاصة في أوكرانيا، قال توكاييف: "بشكل عام، من المقدّر أنه إذا تمّ تحقيق في حقّ الأمم في تقرير المصير فعلياً في جميع أنحاء العالم، فبدلاً من 193 دولة التي هي الآن أعضاء في الأمم المتحدة، ستظهر أكثر من 500 أو 600 دولة على الأرض. بالطبع ستكون الفوضى. لهذا السبب، نحن لا نعترف بتايوان أو كوسوفو أو أوسيتيا الجنوبية أو أبخازيا. وعلى ما يبدو، سيتمّ تطبيق هذا المبدأ على مناطق أشباه الدولة، والتي، في رأينا، هي لوغانسك ودونيتسك".

 

التعليق:

 

تسببت تصريحات توكاييف في منتدى سانت بطرسبرغ في حضرة بوتين حول عدم الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك في احتجاج شديد، واعتبرها كثيرون بمثابة خطوة جريئة من قائد مستقل ينتهج سياسة خارجية وداخلية مستقلة وقادر على التعبير عن وجهة نظره، حتى لو كان ذلك غير سارّ للكرملين.

 

في أعقاب الضجيج، بدأ بعض الصحفيين والخبراء يقولون إن بوتين يُزعم أنه لم يتوقع مثل هذه الخطوة من توكاييف. أخذ الكثيرون تصريحات توكاييف على محمل الجد، على سبيل المثال، ردّ رمضان قديروف بحدّة على الحدث، مطالباً أنظمة آسيا الوسطى بالتعبير الفوري عن دعمها للغزو الروسي لأوكرانيا.

 

لذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل ابتعدت كازاخستان بالفعل عن روسيا لدرجة أن توكاييف سمح لنفسه بمثل هذه الخطوة السياسية الجريئة؟

 

يعتقد الخبير السياسي الكازاخستاني ديماش ألزانوف أن تصريحات توكاييف في المنتدى حول أوكرانيا هي بيان سياسي تمّ الاتفاق عليه مسبقاً مع الكرملين، "كانت المهمة هي إظهار توكاييف كسياسي مستقل وشجاع، ودبلوماسي يتجنّب الأسئلة بجرأة وفي الوقت نفسه ينتهج سياسة براغماتية".

 

 في الواقع، كيف يمكن للنظام الكازاخستاني، الذي كاد في كانون الثاني/يناير من هذا العام، أثناء الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة، كاد أن يتعرّض لخطر السقوط، والذي تمّ إنقاذه فقط بفضل تدخل الجيش الروسي، كيف له أن يعتمد سياسة خارجية مستقلة معادية لروسيا؟

 

علاوةً على ذلك، كان الموقف العام لكازاخستان بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا معروفاً مسبقاً، وذلك لأنّ وزارة الخارجية الكازاخستانية أدلت مراراً وتكراراً تصريحات حول هذا الأمر، على الرغم من تبسيطها، لكنها ما زالت ترفضها. من الواضح أن مديرة المنتدى، مارجريتا سيمونيان، لم تكن لتطرح على توكاييف سؤالاً لو لم يتمّ الاتفاق عليه مسبقاً، كما هو الحال عادةً في أحداث من هذا المستوى.

 

وبالتالي، لا تزال كازاخستان تحت تأثير روسيا، وفي بعض الجوانب يسمح الكرملين، وفق مصالحه الاقتصادية، لتوكاييف باتّخاذ موقف سياسي أو آخر، وهو ما لا يعني فقدان نفوذ الكرملين على كازاخستان، ولكن يعني فقط أنّ روسيا تريد استخدام كازاخستان كبوابة خلفية لتجاوز العديد من العقوبات الاقتصادية من الغرب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمر فارسي

آخر تعديل علىالثلاثاء, 30 آب/أغسطس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع