- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوات لتوفير وجبات مجانية للأطفال في بريطانيا وتنبؤات بارتفاع أعداد الجوعى في المدارس
الخبر:
قالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشرته الأحد 28 آب/أغسطس 2022، إن الجوع سيكون التحدي الأكبر الذي تواجهه المدارس في بريطانيا مع عودة الأطفال إلى الفصول الدراسية في الأسابيع المقبلة، ما أثار دعوات للحكومة لتقديم وجبات مدرسية مجانية شاملة للمساعدة في معالجة الأزمة.
وبالفعل هناك 800000 طفل يعيشون تحت خط الفقر في إنجلترا غير مؤهلين للحصول على وجبات مدرسية مجانية، وفقاً لمجموعة عمل فقر الطفل.
التعليق:
قال بول جوسلينغ، رئيس مدرسة إكستر رود الابتدائية المجتمعية في إكسماوث: "في الشتاء الماضي، كان لدي بالفعل مجموعة من الأطفال الذين كانوا يقفون حول الدفاية خارج مكتبي كل صباح لأنه لم يكن لديهم تدفئة في المنزل ويحتاجون إلى الإحماء". "سيكون لدينا عدد أكبر بكثير من الأطفال يحضرون إلى المدرسة وهم جوعى" وأضاف "إن مدرسته كانت قلقة بشأن كيفية تحمل تكاليف إبقاء الأضواء ناهيك عن مساعدة العائلات".
وفي سياق ذي صلة، قال جوني أوتلي، الرئيس التنفيذي لـ Education Alliance Academy Trust، التي تدير سبع مدارس في هال وإيست رايدنج: "هذا (فقر الغذاء) هو أكبر تحدٍّ ستواجهه المدارس. سوف يذهب المزيد والمزيد من الأطفال إلى المدرسة وهم جائعون. سيتجاوز تعريف الوجبات المدرسية المجانية الآن" وأضاف أنه "حتى قبل أن يرتفع سقف الطاقة المروع، كان يخطط لإجراءات مثل نوادي الإفطار وتبادل الزي الرسمي بسبب تزايد الفقر في مدارسه". ولكن الآن "الحجم المحتمل للمشكلة أسوأ بكثير".
إنّ هذه التصريحات أعلاه تعكس واقعا قاتما لدولة قوية مثل بريطانيا.
إنّه لا يكفي أي دولة بناء اقتصاد قوي مزدهر لينعم شعبها بالرعاية والعيش الكريم، بل إنّه لا يكفي الازدهار والتطور للقضاء على مآسي الفقر والخصاصة والتشرد وغيرها.
إنّ مكمن الداء هو في النظام الرأسمالي سواء النظام الاقتصادي أو السياسي، فالأسس التي يقوم عليها تضمن تكدس المال في أيدي الرأسماليين أصحاب المشاريع ورؤوس الأموال الضخمة وتطور الاقتصاد بنمو تجارتهم ومصانعهم ومعاملاتهم، بينما في المقابل يبقى أغلبية الشعب على حالهم بل تسوء حالهم في أغلب الأحيان بسبب الغلاء والأوضاع العالمية وغيرها مثلما حدث بسبب انعكاسات الحرب بين روسيا وأوكرانيا من تدهور القدرة الشرائية في بريطانيا وفرنسا ودول كثيرة والارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات.
إنّ النظام الإسلامي يتفرّد بتميزه وبأسسه الحكيمة التي وضعها العليم الخبير بما يصلح للإنسان في كل زمان ومكان، ولذلك إذا ما طبّق الإسلام ونظامه الاقتصادي فإنّ السعي لن يكون لبناء اقتصاد قوي وحسب بل سيراعي مع ذلك جملة من الأسس التي تكفل رعاية شؤون الناس وتوفير حاجياتهم الأساسية من مأكل وملبس ومسكن ورعاية صحية بل والكمالية أيضا، كما سيسعى للقضاء على الفقر والتشرد وتحقيق الاكتفاء الذاتي للتقليل من تأثير الظروف العالمية والتصدي للكوارث والمجاعات وغيرها.
إن التاريخ لينطق بشموخ عن عدل النظام الإسلامي وكيف أنّ المسلمين بل وغير المسلمين نعموا في ظله بالعيش الكريم الذي يليق بالإنسان، والقاصي والداني يعلم ذلك.
فاللهمّ عيشا كريما تقرّ به الأعين يا رب العالمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منّة طاهر – ولاية تونس