روسيا في ورطة، ومحيطها يشتعل

الخبر:

بولتيكو: الجمهوريات السوفيتية السابقة تتفكك مرة أخرى على يد بوتين. (القدس العربي)

التعليق:

- لقد جرت روسيا على نفسها كوارث ومآزق، لها بداية وليس لها نهاية بسبب قصر نظرها السياسي وتخبطها في إدارة شؤون نفسها ومحيطها لافتقارها إلى رجال دولة بالمعنى الحقيقي للكلمة، فحكام روسيا أقرب وصف لهم هو أنهم عصابة أو شرذمة مجرمة مغتصبة للسلطة تلوّح بالقتل والتصفية الجسدية لكل من يعارضها مجرد معارضة أو مجرد نقد.

فبدلا من أن يكون محيطها، سواء القفقاس أو آسيا الوسطى أو أوكرانيا، درعا حاميا ومساعدا لها في تنفيذ مخططاتها السياسية والاقتصادية أصبح محطيها مصدر قلق وتهديد لها.

- لقد أظهرت الأحداث الأخيرة سواء المناوشات العسكرية بين أذربيجان وأرمينيا أو قرغيزيا وطاجيكستان مدى ضعف السياسة الروسية في التعامل مع الأحداث، وبينت مدى هشاشة الاتفاقيات الأمنية التي عقدتها من دفاع مشترك أو غيره، بل إن ضربة الجيش الأوكراني الأخيرة لقواتها في مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا أفقدتها توازنها وجعلتها أضحوكة للناس لدرجة أن نساء جورجيا خرجن للشوارع مطالبات رئيس بلادهن بإعلان الحرب ضد روسيا لاستعادة أرض جورجيا التي احتلتها روسيا عام 2008 حيث وقف وقتها الشرق والغرب متفرجا.

- إنه من الواضح أن أمريكا قد أشعلت النار في محيط روسيا لتقليم أظافرها وجعلها أداة طيعة في يد أمريكا فتقوم بما هو مطلوب منها دون نقاش سواء أكان الأمر يخص أوروبا أم الصين أم غيرها من الدول.

- إن ما يحدث هو تقطيع الجوار الروسي واختراقه وتغلغل النفوذ الأمريكي فيه بل هو عزل بين روسيا والصين وأوروبا.

- إن الشعب الروسي هو أقرب للإسلام من غيره من الشعوب، فلا الغرب يرضى عنه ولا الشرق ولن يجد هويته الحقيقية إلا في الإسلام، فيا ليته يجيب الداعي إلى الله لينجو في الدنيا والآخرة. كيف لا وأجداده عاشوا ردحا من الزمن في كنف الخلافة الإسلامية، وعندها فقط سيعيشون في عزة وكرامة.

نسأل الله أن يعجل بتطبيق الإسلام العظيم في دولة عظيمة ليرى العالم بأسره كيف نمارس نحن المسلمين العزة والكرامة والعدل ممارسة على الأرض، وعندها سيفرح المسلمون بنصر الله وعسى أن يكون ذلك قريبا.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد الطميزي