- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأسماليون المستعمرون يجوّعون أفريقيا بشكل وحشي تحت حراسة قادتها الفاسدين
(مترجم)
الخبر:
أصدر تقرير نقاط الجوع الساخنة الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة إنذارات مبكرة بشأن انعدام الأمن الغذائي الحاد، ودعا إلى اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأرواح وسبل العيش ومنع المجاعة في البلدان ذات النقاط الساخنة حيث من المتوقع أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد من تشرين الأول/أكتوبر 2022 إلى كانون الثاني/يناير 2023. وفي القرن الأفريقي، من المتوقع أن يصل أكثر من 37 مليون شخص في المنطقة إلى المستوى الثالث على مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC3) وسيزداد سوءاً في الأشهر المقبلة.
التعليق:
إن آثار الجفاف سيئة بشكل خاص في شرق وجنوب إثيوبيا، وشرق وشمال كينيا، وجنوب ووسط الصومال. وهذا يعني أن السكان في أزمة، وبالكاد قادرون على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية من خلال استنفاد أصول سبل العيش الأساسية أو من خلال استراتيجيات مواجهة الأزمات.
لقد عانى القرن الأفريقي والقارة ككل منذ عقود من شتى المصائب تحت نير الاستعمار الغربي. لقد عانوا من الإبادة الجماعية وتدمير البنية التحتية ونهب الموارد والجفاف والفقر. إن الأنظمة الرأسمالية ومعها هيئات المساعدة الدولية بعيدة كل البعد عن حل دائم للبؤس والأزمات.
إن السبب الحقيقي وراء تجويع الناس لا علاقة له بالمطر أو تغير المناخ أو الصراعات كما تؤكده وسائل الإعلام ومؤسسات الغذاء والبحث العالمية؛ بل يتعلق السبب إلى حد كبير بالسياسات الاقتصادية الفاسدة للنظام الرأسمالي وكذلك بالأنظمة الفاسدة والسياسيين الذين لا يهتمون بشيء سوى مطالبهم الجشعة. تمتلك أفريقيا التي تضم القرن الأفريقي ثروة طبيعية هائلة بما في ذلك المعادن والأنهار ومساحات كبيرة من الأراضي الخصبة، ولكن هذه الموارد تستخدمها فقط شركات تلك النخبة التي تعمل لنفسها بينما ينتهي الأمر بالناس فارغي الأيدي! لقد تعرضت أرض أفريقيا الغنية للانتهاكات بشكل وحشي، كما أن شعبها يتضور جوعاً تحت أنظار قادتها. وقد أوضح تورم بورجيس هذا الأمر جيداً في كتابه "آلة النهب" حيث يصف كيف تؤدي وفرة المواد الخام إلى قيام بعض النخب الأفريقية والممولين الغربيين والمصالح الصينية الغامضة وحتى البنك الدولي بنهب البلدان الأفريقية واستغلالها بشكل منهجي.
ولن تخرج أفريقيا من هذا الوضع المؤسف إلا بطرد الغرب وعملائه الذين أفقروا البلاد وعززوا الفقر والجهل والمرض. ولا مخرج لها إلا إذا قام أهلها بزراعة أرضهم الخصبة حيث يأكلون مما يزرعون ويستغنون عن الحلول الوردية المستوردة التي أفقرتهم. لكن من المستحيل أن يحدث هذا إلا بالتخلص من النظام الرأسمالي وإقامة الخلافة.
لا بد من الاعتراف بهذه المحنة التي ابتليت بها هذه المنطقة من أفريقيا، ويجب الإسراع للعمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فهي وحدها التي ستحمي أفريقيا من هذه الكوارث، وتقطع يد التدخل الاستعماري في بلادنا، وتضمن الأمن الغذائي لكل رعاياها.
أود التذكير بالحادثة التي وقعت في عهد الخلافة عندما كتب الخليفة عمر بن الخطاب في وقت المجاعة في المدينة المنورة إلى الولاة يطلب منهم إرسال الحبوب الغذائية إلى الجزيرة العربية. وقد أتت الإبل محملة بالحبوب الغذائية وغيرها من الضروريات من الشام والعراق ومصر. وتم طهي الطعام، وكان كل من يلجأ إلى المدينة المنورة يتم إطعامه يومياً على نفقة الدولة. ووفقاً لإحدى الروايات، فقد تم إطعام ما يصل إلى 40.000 شخص يومياً. وقد رفض عمر رضي الله عنه أكل اللحم أو الزبدة خلال فترة المجاعة، وكانت بطنه تقرقر، لكنه قال: "قرقري أو لا تقرقري لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا