- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رئيسة وزراء بريطانيا تذكرنا مجددا بمن هي بريطانيا
الخبر:
رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس "أنا صهيونية متحمسة جدا" (بي بي سي)
التعليق:
لم يلبث حكام المسلمين أن ينهوا حزنهم على موت ملكة بريطانيا، رغماً عن شعوبهم التي عانت من الاستعمار البريطاني لعقود طويلة، شعوبهم التي لا زالت تعاني من تحكمها هي وأمريكا وغيرهما من الدول الاستعمارية في بلادها وقضاياها ودعم حكامها العملاء ضدها، لم يلبث أولئك الحكام أن ينهوا حزنهم حتى جاءت رئيسة وزراء بريطانيا تذكرهم أنها هي العدو الذي زرع كيان يهود في فلسطين، والذي يحميه، وهي العدو الذي يؤيده ويدعمه رغماً عن ملياري مسلم حول العالم يعتقدون أن القدس وكل فلسطين هي البلد المبارك الذي باركه الله سبحانه ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ وهي البلد التي صلى فيها خاتم الأنبياء محمد ﷺ بالأنبياء، دلالة على قيادة الإسلام لكل الشرائع السابقة.
بريطانيا والغرب هم العدو الحقيقي لله ولرسوله وللمؤمنين، وعلى المسلمين جميعاً أن يتخذوهم كذلك ويتعاملوا معهم على هذا الأساس، وها هي رئيسة وزارئهم تذكرنا من هي بريطانيا.
ورغم ذلك نجد حكام المسلمين يتسابقون إليهم ليعطوهم الولاء علناً ويستجدوا منهم حلولاً لقضايا الأمة، في الوقت الذي يفتحون لهم بلادنا ليتمكنوا من نهب الثروات دون رقيب أو حسيب.
أيها المسلمون: بإمكانكم التغيير، فأنتم أهل البلد وأنتم أصحاب الحق وإن تمسكتم بحبل الله ينصركم عليهم ولكن بشرط أن تمتلكوا مشروعاً بديلاً يخرجنا من مربع الاستعمار، لا أن نسير من الشرق إلى الغرب، وليس هناك خير من مشروع الإسلام العظيم ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد تزايدت أعداد المسلمين العاملين لتحقيق ذلك في أوساطكم، فلا تتخلفوا عنهم، ولا تكونوا عوناً لغيرهم، قال عليه أفضل الصلاة والسلام لكعب بن عجرة: «أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ». قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي لَا يَقْتَدُونَ بِهَدْيِي وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي» (رواه أحمد) ولا شك أن هؤلاء الحكام هم من أولئك الأمراء الذين يوالون اليهود والنصارى ويظلمون الناس بتمكين عدوهم من ثرواتهم ويجنبون شرع الله عن واقع الحياة في الحكم والاقتصاد والأموال والتعليم...
أيها المسلمون: إن وعد الله سبحانه حق: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾، فاعملوا لاستحقاق ذلك الوعد بالعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن