الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مئوية تركيا؛ لا أخلاق ولا انعتاق بل تخلف وغير ذلك الكثير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مئوية تركيا؛ لا أخلاق ولا انعتاق بل تخلف وغير ذلك الكثير

 

 

 

الخبر:

 

في حديثه بمناسبة السنة التشريعية السادسة للدورة السابعة والعشرين للجمعية الوطنية التركية الكبرى قال أردوغان: "إننا نتطلع مع أمتنا لتحقيق الرفاهية مع حلول عام 2023 والتي تتزامن مع الذكرى المئة لتأسيس الجمهورية لكي نحتفل بهذه المناسبة بكل سرور. لقد قطعنا على أنفسنا عهدا لشعبنا أن نقوم بذلك. من أجل هذا العهد نستقبل مئوية تركيا بكل ابتهاج ونقوم بكل أعمال الخدمات من أجل بلدنا" (يني شفق، 2022/10/3)

 

التعليق:

 

عندما ننظر إلى الوراء وخصوصا بعد إعلان الجمهورية في عام 1923م، لا نجد إلا الاعتماد على النفوذ الاستعماري والفجور والتخلف وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي والقتل والجرائم والعنف ضد المرأة والهجرة وغيرها الكثير من إفرازات النظام الجمهوري. إن قائمة التجاوزات لنظام الجمهوربة تطول، وهي خلال المئة سنة الماضية لم تفرز إلا المصائب. لهذا السبب فإن شعار مئوية تركيا الغامض والمغلق ليس سوى شعار أجوف ومخادع وجد لخداع الناس في الساحات الانتخابية.

 

إن الجمهورية العلمانية التي تأسست على أنقاض الخلافة بكل أشكالها، سواء الشكل العلماني الكمالي المتشدد أو الشكل العلماني الناعم الذي يتظاهر بأنه ذو طابع إسلامي، إنها كلها لم تجلب لأهل تركيا إلا التعاسة والبؤس والفجور وغيرها. أما المئة القادمة فلن تكون مختلفة عما قبلها، لأن المشكلة ليست فيمن يحكم بل بماذا يحكم؟ إن الجمهورية التركية التي لا تقوم على عقيدة الأمة الإسلامية لا يمكنها أن تقدم الحياة الكريمة التي يستحقها أهل تركيا، وإذا كان هناك إنجاز تقدمه لها في المئة القادمة فهو جرّها إلى الهاوية!

 

إن الأساس الذي بني عليه مشروع ما يسمى المئة التركية هو الديمقراطية والعلمانية، وهاتان لا تتفقان مع الفطرة ولا تقومان على العقل. مثل هذه المشاريع والشعارات المخالفة لفطرة الإنسان والتي لا تتفق مع عقيدة أهل تركيا لا تعدهم بشيء سوى البؤس والتعاسة. والدليل على ذلك هو المئة سنة الماضية. إن السبب الوحيد الذي يقف وراء هذه الإخفاقات التي حققتها هذه المئة سنة المنصرمة لأهل تركيا هو هذا النظام. لذلك، طالما ظل النظام العلماني الحالي قائما فإن المئة سنة القادمة لن تختلف كثيرا عنها بل ربما تكون أسوأ، لأن من يتوقع أن النظام العلماني الفاسد سينتج ثمرة طيبة فهو مخطئ وهو كمن يجري وراء سراب.

 

إن مشروع المئة سنة التركية الذي روج له أردوغان ما هو إلا مشروع يأتي قبيل الانتخابات وكما أسلفت فهو مشروع غامض وغير واضح، الهدف منه خداع الناخب، كمن يرمي حجرا في الظلام. فإذا أردنا حقا أن نعرف طبيعة المئة سنة القادمة علينا فقط أن نلقي نظرة على المئة سنة الماضية. إن القرن الماضي القائم على العلمانية هو الذي سيشهد على القرن القادم.

 

وعلى العكس من أردوغان فإننا في حزب التحرير نقول بأن المئة سنة القادمة ستكون عصر الخلافة بإذن الله، وعندما نقول ذلك فإننا لا نرمي الحجر في الظلام ولا نتحدث عن قضية خيالية وهمية، على العكس من ذلك فإن الخلافة هي وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله ﷺ. علاوة على ذلك، فإن الخلافة باتت مطلبا لجميع المسلمين في العالم، وهذا المطلب الشعبي في تزايد مستمر. ولكي يتحقق هذا المطلب على أرض الواقع على أهل القوة والمنعة أن يستجيبوا لمطلب المسلمين هذا. قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْاَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾، وقال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

آخر تعديل علىالأحد, 09 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع