الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
خيبة أمل بايدن من خفض "أوبك+" لإنتاجها، كخيبة أمل الشيطان من معصية أحدهم!

بسم الله الرحمن الرحيم

خيبة أمل بايدن من خفض "أوبك+" لإنتاجها، كخيبة أمل الشيطان من معصية أحدهم!

 

 

 

الخبر:

 

تحالف "أوبك+" يخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا.

 

صرح بعدها مستشار الأمن القومي الأمريكي والمجلس الاقتصادي الوطني جيك سوليفان بأن "الرئيس يشعر بخيبة أمل بسبب القرار قصير النظر الذي اتخذته "أوبك+" لخفض حصص الإنتاج بينما يتعامل الاقتصاد العالمي مع التأثير السلبي المستمر لغزو بوتين لأوكرانيا".

 

التعليق:

 

خيبة أمل بايدن من خفض "أوبك+" لإنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا هي خيبة مثار استغراب، فأمريكا تتعامل مع نفط المنطقة كسلاح من أسلحتها الاستراتيجية للهيمنة، وتتحكم في السياسة النفطية للدويلات الوظيفية التابعة لها تحكما تاما. فمتى عُلِم أن صاحب مقترح التخفيض والذي رَوَّجَه وسَوَّقَه هي دويلة السعودية في أوائل أيلول/سبتمبر الماضي، وروجت لفكرة "إمكانية أن يدرس التحالف خفضا للإنتاج وأن أعضاء من "أوبك+" مثل جمهورية الكونغو والسودان وغينيا الاستوائية منفتحون على الفكرة"، وكانت السعودية هي من يدير اجتماع "أوبك+" ويدفع باتجاه التخفيض، وتم إعلان الخبر من واشنطن، وفي السياق نفسه عبّر جي بي مورغان أكبر بنوك أمريكا في وقت سابق عن اعتقاده بأن "أوبك+"، "قد تحتاج إلى التدخل بخفض ما يصل إلى مليون برميل يوميا، لوقف هبوط الأسعار وإعادة تنظيم الأسواق الفعلية والورقية التي يبدو أنها منفصلة"، ثم صرح بعدها وزير الطاقة السعودي في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الأخير لـ"أوبك+": "قررنا في التحالف تعديل الإنتاج الإجمالي نزولا بمقدار 2 مليون برميل في اليوم، من مستويات الإنتاج المطلوبة في آب/أغسطس 2022، بدءاً من تشرين الثاني/نوفمبر 2022"، ومعلوم أن دويلة سلمان وابنه الغر تأتمر بأوامر الإدارة الأمريكية فكيف بأمر خطير كالسياسة النفطية التي لها تأثيرها المباشر وتداعياتها على الساحة الدولية وخاصة في زمن الحرب الروسية الأوكرانية؟ ما ينفي عن قرار الخفض أية استقلالية عن أمريكا فضلا أن يكون مفاجئا أو صادما يستدعي خيبة أمل رئيسها.

 

ما ينبئ أن الإدارة الأمريكية وراء الطبخة الجديدة في خفض إنتاج النفط، والسعودية مجرد أداة توظيف وتنفيذ، وتصريح بايدن عن خيبة الأمل، هو في حقيقته تصريح للداخل الأمريكي لامتصاص الغضب الشعبي، خاصة وأن الإدارة مقدمة على الانتخابات الأمريكية للتجديد النصفي.

 

فقرار الخفض أمريكي بامتياز وهو شق من استراتيجية أمريكا تجاه روسيا، فخفض الإنتاج بهذا المعدل غير مسبوق كما وصفه ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، فمن خبايا أهدافه سعي أمريكا لخفض إيرادات روسيا من مبيعات النفط، وتطمح في المقام الأول لإلحاق هزيمة مالية بروسيا عبر ضرب قطاع طاقتها (النفط الخام والغاز الطبيعي بل وحتى الفحم)، هذا القطاع الذي يعتبر عصب ومحرك الاقتصاد الروسي، فروسيا هي ثالث أكبر منتج للنفط الخام بعد أمريكا والسعودية، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 11 مليون برميل تصدر منها قرابة 5 ملايين برميل يوميا.

 

فقرار الخفض دفعت به السعودية واعترضت روسيا على الفكرة أول الأمر في 4 أيلول/سبتمبر، ثم استثمرت أمريكا في ذلك التقارب السعودي الروسي الملغوم بالخديعة والفخاخ الأمريكية وذلك الدفء في العلاقة بين بوتين وابن سلمان، فكانت الوقيعة بالروس، وقال الكرملين "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا الأسبوع الماضي وأشادا بالجهود المبذولة في إطار "أوبك+"، وأكدا عزمهما الالتزام بالاتفاقيات القائمة"، وأظهر بيان "أوبك+" بخفض إنتاج النفط، بأن السعودية وروسيا تتحملان الحصة الكبرى من خفض الإنتاج بواقع 526 ألف برميل يوميا لكل دولة، وبنحو 1.052 مليون برميل يوميا للدوليتين. الأمر الذي يقلص مداخيل الروس من مبيعات النفط ويستنزف ماليتهم التي تتآكل جراء حربهم ضد أوكرانيا وتفاقم وضعهم العسكري هناك.

 

أما أمريكا فخصاص النفط في السوق العالمية يخدم مبيعاتها ويدفع بالاستثمارات في سوق نفطها الأحفوري (التي كانت تعرف تقلصا)، فقد قال رجل الأعمال في مجال النفط الصخري مات غالاغير "إن قرار تحالف "أوبك+" بخفض سقف إنتاجه من النفط قد يمهد الطريق لارتفاع الأسعار الأمر الذي من شأنه تشجيع شركات استكشاف النفط الأمريكية من زيادة الحفر والتنقيب"، أما على مستوى المبيعات فلقد جاء في البيان الصادر عن البيت الأبيض بأن "بايدن سيأمر بخفض احتياطي النفط الأمريكي الاستراتيجي، ومن المقرر طرح 10 ملايين برميل في السوق الشهر المقبل في محاولة للحد من ارتفاع الأسعار"، الأمر الذي يخدم مصالح صناعة النفط الأمريكية وتجارة النفط الأمريكية، بل تعداها إلى ارتفاع الاستثمارات في قطاع الفحم الأمريكي الذي زادت مبيعاته.

 

هو شيطان الاستعمار الأمريكي اللعين وتلك أحابيله، يتغذى على الغباء السياسي لروسيا عطفا عليه خزي خيانة وعمالة رويبضاتنا، وتلك سياسته تنفذ بأدوات محلية حقيرة رخيصة من خونة الدار العملاء.

 

يا أهل الدار: هذا هو بؤس حالكم، فأمريكا تصارع روسيا حتى آخر قطرة من نفطكم، بعدما امتطت ظهور رويبضاتكم وأرخت ساقيها وتدلت، ونحن من يدفع الثمن غاليا!

 

يا أهل الدار: هذا هو بؤس حالكم، أما آن لكم قطع دابر الكفر والاستعمار؟! ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

آخر تعديل علىالأحد, 09 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع