الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النظام السعودي يجيد الفتوحات في مباريات كرة القدم لكن لا يعرف للفتوحات طريقا في ساحات الوغى!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النظام السعودي يجيد الفتوحات في مباريات كرة القدم

لكن لا يعرف للفتوحات طريقا في ساحات الوغى!

 

 

ﺍﻟﺨﺒﺮ:

 

ذكرت صحيفة ذا أتلتيك أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عُرض عليه الاستثمار في نادي مانشستر يونايتد قبل الاستحواذ على نادي نيوكاسل. وجاءت هذه الأنباء بعد مقابلة أجراها محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ياسر الرميان، مع موقع ثمانية المحلي. وقال الرميان إنهم درسوا عروضا للاستثمار في أندية بإيطاليا وفرنسا وبريطانيا قبل الاستحواذ على نيوكاسل في صفقة اكتملت خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وأضاف: "على سبيل المثال في المملكة المتحدة، كان هناك فريق اتصل بنا للاستحواذ على 30% من الملكية دون أن نتدخل على الإطلاق في إدارة النادي وذلك مقابل 700 مليون جنيه إسترليني". ولم يحدد الرميان اسم النادي، لكن صحيفة ذا أتلتيك المتخصصة في الشؤون الرياضية، قالت إن النادي المعني يعتقد أنه مانشستر يونايتد. في أوائل عام 2019، ذكرت تقارير إخبارية أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضا رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، كان مهتما بشراء اليونايتد من عائلة غليزر الأمريكية، وفقا لصحيفة ديلي ميل. (موقع الحرة 2022/10/05).

 

ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ:

 

إن إنفاق النظام السعودي على شراء فرق كرة قدم في أوروبا يعود بنا إلى مشهد قبل منتصف شهر نيسان/أبريل عام 2020م عندما قال الشهيد عبد الرحيم الحويطي: "هذه الدنيا بشكل عام تحت ولاية أمثال محمد سلمان لا يؤسف عليها... بُلينا في هذا الزمن بالأطفال... ولاية الأطفال". نعم قال ذلك قبل أن يقتل على يد النظام السعودي ولكن واقع ما قال آنذاك ما زال يغرس في الأمة الإسلامية الشجاعة على قول الحق في وجه الظالمين.

 

إن قيام النظام السعودي بإنفاق أموال طائلة في أمور تافهة ككرة القدم في أوروبا لم يساهم في حمل رسالة الدعوة الإسلامية إلى العالم، بل على النقيض من ذلك. حيث يهدف إلى إعطاء صورة عن الأمة الإسلامية بأنها تعشق من تغلّب عليها وتعمل على تقليده تقليدا أعمى، وأنها فاقدة لأي رسالة متميزة!

 

في حين إن رسالة الأمة الإسلامية الحقيقية تشتمل على النهي عن الإسراف، فقد ذكرت المادة 132 من الدستور الذي أعده حزب التحرير: "التصرف بالملكية مُقَيَّدٌ بإذن الشارع، سواء أكان تصرفاً بالإنفاق أو تصرفاً بتنمية الملك. فَيُمْنَعُ السَّرَفُ والترف والتقتير، وتُمْنَعُ الشركات الرأسمالية والجمعيات التعاونية وسائر المعاملات المخالفة للشرع، ويمنع الربا والغبن الفاحش والاحتكار والقمار وما شابه ذلك". وتفصيل المادة كما يلي: "دليلها هو دليل إنفاق المال، ودليل التصرفات القولية به، مثل البيع والإجارة وغيرها، وهي أدلة تنميته. أما دليل الإنفاق هو قوله تعالى: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ﴾ [الطلاق: 7] وقال تعالى في النهي عن الإسراف: ﴿وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأنعام: 141]، وقال: ﴿وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ [الإسراء: 26-27] وقال في النهي عن التقتير: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً﴾ [الفرقان: 67]".

 

فالإسراف في الأموال أصبح ملازما للنظام السعودي وخاصة في برامج تهدف إلى هدم الشخصية الإسلامية وإزالة الصفات المواكبة لها كالجدية والشجاعة. لذلك تجد النظام ينفق أموالاً طائلة من أموال المسلمين على كرة القدم والفن والموسيقى ويقوم بمحاولة تسويق هذه الأمور بمكائده لتصبح أولويات عند فئة الشباب. كل ذلك بدل أن يقوم بتركيز مفاهيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإيثار الآخرين على النفس، والتأسي بسيرة الرسول ﷺ وأصحابه وموالاة المؤمنين.

 

إن العامة أو ما تسمى الأغلبية الصامتة مخاطبة اليوم بحديث رواه عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ حيث قال لكعب بن عجرة: «أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ» قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي لَا يَقْتَدُونَ بِهَدْيِي وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي».

 

إن على العامة والخاصة تصحيح المشهد العام في بلاد الحرمين وعدم نصرة الأمراء السفهاء، والعمل على بناء خير أمة للناس؛ أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أي بناء أمة تعود فاتحة لبلادها وبلاد الكفر معا بنور الإسلام ونظامه العادل، ومجاهدة في ساحات الوغى الحقيقية، لا في مباريات كرة القدم. ولعل الله أن يسقي من له سهم في ذلك شربة ماء من يد الحبيب ﷺ الشريفة لا يظمأ بعدها أبدا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نزار جمال

آخر تعديل علىالإثنين, 10 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع