- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا مستمرة في إنهاء الحلم الأوروبي
الخبر:
أوبك بلس تتفق على خفض إنتاج النفط مليوني برميل يومياً اعتباراً من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. (العربية نت)
التعليق:
مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة حاجة الدول الأوروبية لمزيد من النفط والغاز، يأتي هذا القرار ليضيف عبئاً آخر على ما يحمله ساسة أوروبا من أعباء نقص الإمدادات وارتفاع التضخم لأرقام فلكية قاربت 10٪ وزيادة نسبة البطالة في الدول الأوروبية، ومُنهياً أي تطلع لقادتها للخروج من تحت العباءة الأمريكية.
فبعد أن نجحت أمريكا في جر الدب الروسي للمستنقع الأوكراني والذي تهدف من خلاله إلى استنزاف روسيا وإنهاء تطلعاتها لتكون دولة ذات شأن بالموقف الدولي والعمل على احتواء الصين، إلا أنه وبالوقت نفسه كانت تعمل لإنهاء تطلعات دول أوروبا للانعتاق من هيمنتها، فكان استخدام سلاح الطاقة أحد الأسلحة الفاعلة التي استخدمتها أمريكا في تحقيق ما تسعى إليه.
فبعد أن أجبرت الحرب الروسية الأوكرانية قادة الدول الأوروبية على فرض حزمة من العقوبات على روسيا تماشياً مع موقف أمريكا طالت آثارها شعوبهم، ومع عمليات تقليص الإمدادات الروسية لأوروبا، سعت أمريكا لزيادة الضغط على أوروبا وزيادة استنزافها اقتصادياً فقامت وحسب ما أشارت له العديد من المصادر بتفجير خطوط السيل الشمالي المعروف بنورد ستريم 1، 2 دافعاً الدول الأوروبية لشراء النفط والغاز بما يقارب خمسة أضعاف السعر الذي كانت تحصل عليه من روسيا، ليأتي هذا القرار في السياق نفسه الذي تسعى له أمريكا في إبقاء الدول الأوروبية تحت عباءتها وبحاجتها لاستخدامها عند الحاجة في إبقاء الهيمنة الأمريكية على العالم.
صحيح أن قرار أوبك بلس قد يؤثر على الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تعاني من ارتفاع أسعار الطاقة، إلا أن العقلية الأمريكية لا تقيم وزناً للشعوب، فما دام أن القرار سيخدم مصلحتها وبقاء هيمنتها على العالم وتحقيق خططها، فليذهب العالم للجحيم، وتاريخها مليء بالأمثلة على هذه العقلية. وبالمقابل قد يظن البعض أن قرار أوبك بلس قد يؤثر على الداخل الأمريكي وخصوصاً أن أمريكا مقبلة على انتخابات الكونجرس في تشرين الثاني/نوفمبر، حيث إن ارتفاع أسعار الطاقة فيها سيضعف أسهم الحزب الديمقراطي ويزيد من فرص الحزب الجمهوري للفوز بنصيب الأسد، ما قد يشكل ضغطا على بايدن وحكومته، لكن لامتلاك الرئيس العديد من الخيارات كرفع الحظر عن فنزويلا، أو زيادة استهلاك المخزون النفطي الذي سيقلل من آثار قرار أوبك بلس خفض الإنتاج، بالإضافة لاستثمار هذا القرار لتبرير ارتفاع الأسعار والذي لم تتمكن إدارة بايدن من السيطرة عليه مع رفعها لسعر الربا مرات عدة مؤكدا الأزمة الاقتصادية المزمنة التي تعاني منها، لذلك كله فالمتوقع هو أن يكون التأثير محدوداً.
هذه هي أمريكا لا يهمها بشر أو حجر ما دامت هيمنتها باقية، وسيبقى العالم يكتوي بنار جنونها حتى يأذن الله بخلافة ثانية على منهاج النبوة تنهي ضنك العيش الرأسمالي وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د.عبد الله ناصر – ولاية الأردن