- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حدِّث العاقل بما لا يعقل، فإنْ صدَّقكَ فلا عقل له
الخبر:
قالت الخارجية العراقية في بيان ورد إلى وكالة شفق نيوز، إن وزيرها فؤاد حسين التقى، يوم الأحد الموافق 2022/10/09م، مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي وكندا والنرويج وبريطانيا والقائم بأعمال السفارة اليابانيَّة وممثل السفارة الأمريكيَّة في بغداد، موضحا أنه جرى خلال اللقاء مُناقشة مشروع القرار الأمريكي الألباني المقدم إلى الجمعيّة العامّة للأمم المُتحدة المتعلق بالاستفتاء في زاباروجيا، خيرشنو، لوغانسك ودونيتسك في أوكرانيا وضمها إلى روسيا الاتحاديّة.
وبين الضيوف، وفق البيان، أهميّة مشروع القرار كونه يتصدى لمحاولات الاتحاد الروسيّ لتغيير الحدود السياسيَّة المعترف بها لدولة أوكرانيا، وأنه يشكل خرقاً واضحاً وصريحاً لميثاق الأمم المُتحدة، وأكدوا على موقفهم الداعم لسيادة واستقلال وسلامة أراضي أوكرانيا ضمن الحدود المعترف بها دولياً. كما بينوا، بحسب البيان، أنَّ روسيا سوف تقدم طلباً لجعل التصويت سرياً وأنهم سيرفضون ذلك توخياً للشفافيَّة في الإجراءات، وطلبوا من العراق دعم مشروع القرار حفاظاً على حق الشعب الأوكرانيّ في تقرير مصيره.
التعليق:
إنه من المضحك والمؤلم في الوقت نفسه، أن نسمع خبراً كهذا! فأمريكا والاتحاد الأوروبي، وكل تلك الدول، تطلب من العراق البلد المحتل والفاقد للسيادة مثل هذا الطلب، والمضحك أن الخارجية العراقية صدقت نفسها، ولم تعط الجواب، بل بين الوزير أنّه سيناقش ذلك مع رئيس مجلس الوزراء في ضوء مبادئ السياسة الخارجيَّة العراقيَّة التي تُؤكَّد على اللجوء إلى الوسائل السلميَّة في حل النزاعات وفي ضوء التزام العراق بميثاق الأمم المُتحدة، كما سيقوم بالتواصل مع نظرائه في مجموعة الاتصال العربيَّة للاطلاع على مواقفهم من المشروع مدار البحث، وكذلك التواصل مع مندوب العراق الدائم في نيويورك بهذا الشأن!
فهل يعقل أن يطلب المحتل الأمريكي من أذنابه وعملائه التي فرضها على الشعب العراقي بعد احتلاله للعراق بهكذا دبلوماسية، ولا يأمرهم فيلبون صاغرين؟! ولكن المحتل الأمريكي يحاول جاهدا أن يحسن من صورة المسخ الذي أنجبه بعد الاحتلال، وإظهاره بحلة جديدة بعد أن كشف الواقع المحسوس مدى هشاشته، فما مرت فترة في تاريخ العراق أسوا من هذه الفترة التي أعقبت احتلال أمريكا له، وما نراه اليوم من صراع بين الكتل السياسية على المناصب وقد مضى عام على الانتخابات والتي سموها مبكرة، وانتشار الجريمة والمخدرات، وشيوع الرذيلة، وسقوط الشارع بيد المليشيات، وغير ذلك من المآسي، خير شاهد على تفكك الدولة وفقدانها السيادة.
نعم لو كان هذا البلد جزءا من دولة قوية وذات سيادة كما كان في ظل الخلافة، لما كان الأمر مستغربا، وليس طلبا فحسب بل التماسا ورجاء بذلة، فقد كان يختم حكام فرنسا رسائلهم إلى الخليفة العثماني بلفظة (خادمكم).
أما وأن الواقع كما هو معروف فعلى أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوربي وكندا والنرويج واليابان، الكف عن استخفاف عقول الشعوب، فقد باتت أوعى من أن تنطلي عليها أكاذيبكم وخدعكم، وعلى حكام العراق عدم تصديق أنفسهم وتصوّر أنهم أعزاء وأصحاب سيادة، (كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد!)، فهم أذل من أن يكون لهم رأي أمام ولي نعمتهم.
نسأله تعالى أن يهيئ لهذه الأمة من يعزها بتطبيق شريعة ربها فتغدوا دولتها، الدولة الأولى التي ترسم خارطة الموقف الدولي بلا منازع كما كانت لقرون من الزمن.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مازن الدباغ