الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغرب يتجرع سم أفكاره المادية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغرب يتجرع سم أفكاره المادية

 

 

 

الخبر:

 

خرجت احتجاجات واسعة في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي ضد ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف المعيشة وأسعار الطاقة، بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، وفق ما ذكرت صحف دولية.

 

وتحت شعار "ارفعوا عقوباتكم عن موسكو لنعيش" حمل بعض النشطاء في ألمانيا ملصقات كتب عليها "أريد الغاز والنفط الروسي" و"من يلتزم الصمت اليوم سيتجمد غدا"، كما رفعت في أوروبا شعارات من مثل: "نحن أولى من أوكرانيا".

 

التعليق:

 

بالرغم من أن الإعلام الغربي ركز على تحريض الرأي العام وبخاصة الأوروبي ضد النظام الروسي وشدد على إظهار عدالة وإنسانية القضية الأوكرانية، وأن مساندة أوكرانيا بالسلاح والمال وبالضغط على روسيا بالعقوبات الاقتصادية هو واجب تحتمه القيم والمصلحة الأوروبية معا، فإن الواضح الجلي أن القيم الفردية التي تربى عليها الإنسان الغربي هي التي تتحكم بمزاج الشارع الأوروبي حاليا.

 

فبمجرد ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأساسية والذي تبعه تعثر في الإنتاج وارتفاع نسبة التضخم للعملة الأوروبية، دق الشارع الأوروبي ناقوس الخطر وتصاعدت الأصوات المطالبة بإعادة تقييم الموقف من الحرب الأوكرانية، خاصة بعد التحذيرات من شتاء قاس وتعثر الحكومات في تأمين بديل للغاز الروسي، ما دفع الشارع الأوروبي للتغافل عما اعتبروه عدالة القضية الأوكرانية، وضرورة التضحية لنصرة المظلومين ومعاقبة الظالم، وهو ما يعد تقديما للمصلحة الخاصة على الاعتبارات الإنسانية والقيم والمقاييس الأخرى.

 

ومع تزايد توقعات المراقبين بأن أوروبا ربما تغير من استراتيجيتها مع الدب الروسي قريباً، وتعود الأمور إلى طبيعتها، ويتناسى قادة أوروبا الحرب الروسية الأوكرانية من أجل استمرار الحياة في بلادهم، خاصة بعد تصريح رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون من أنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطاً للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا لا يصب في مصلحتها، بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوروبا؛ بدا واضحا أن النظرة الفردية والمصلحة الشخصية هي القيمة التي تتحكم بالشارع الأوروبي وبالتالي تؤثر في قرار الحكومات وسياساتها.

 

إن الغرب ينحر نفسه بأفكاره ومقاييسه، ويؤكد للعالم يوما بعد يوم أنه انحط بالإنسان إلى الدرك الأسفل في سلم القيم الإنسانية، وأن أي امتحان يتعرض له الإنسان الغربي يفشل فيه بامتياز، وأن البشرية باتت في أمس الحاجة إلى من يخلصها من هذا الوسخ الفكري الذي لوث به الغرب الإنسانية ومقاييسها، ويضع البشرية أمام الطريق الصحيح وهو الإسلام الذي تستعيد به حياتها بعد موت وهدايتها بعد ضلال وإنسانيتها بعد بهيمية ووحشية أهلكت الحرث والنسل.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ عدنان مزيان

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالأربعاء, 12 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع