الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما وراء العجلة في ترسيم الخيانة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ما وراء العجلة في ترسيم الخيانة؟

 

 

الخبر:

 

وافق كل حكام لبنان والأحزاب الكبيرة على اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وكيان يهود.

 

التعليق:

 

في ليلة سوداء قبل يومين وبعد تحضير وإخراج وترويض للناس للقبول باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان يهود عبر الوسيط الأمريكي هوكشتاين، ظهر حكام لبنان مجتمعين وموحدين ليعلنوا للناس عبر رئيس الدولة ميشال عون أن لبنان موافق على مسودة اتفاق الترسيم البحري مع كيان يهود، وهو العدو المغتصب لفلسطين.

 

كما لاحظنا أن كيان يهود قد وافق على مسودة الاتفاق عبر مجلس وزرائه المصغر بالإجماع.

 

فما الذي حصل يا ترى في لبنان حتى تتم الأمور بهذه السرعة القصوى وكلنا يعرف مدى اختلافاتهم على كل صغيرة وكبيرة، فكيف لم يختلفوا على هذه الاتفاقية مع ما تحمله من خيانة عظمى وجريمة كبرى واعتراف للعدو المغتصب بحق له في مياهنا في لبنان وفلسطين المباركة؟!

 

والجواب واضح لكل متابع حصيف؛ وهو أن أمريكا كانت مستعجلة منذ البداية لتوقيع هذا الاتفاق بين لبنان وكيان يهود لإيجاد جزء من البديل عن الغاز والنفط لأوروبا عوضا عن غاز روسيا بعد فرض العقوبات عليها نتيجة غزوها لأوكرانيا.

 

نعم أمريكا هي التي أعطت أوامرها لحكام لبنان الذين يوافقون فورا ودون تردد على كل ما تأمرهم به، ولم يكن الأمر بحاجة إلا لبعض الإخراج لعدم إحراج من كان يدعي القتال لتحرير فلسطين المباركة وبات يقبل بالاتفاق لرسم الحدود البحرية مع غاصبيها. فكان ما كان خلال الأشهر الأخيرة للترويج الإعلامي للترسيم ولأهميته في حل مشاكل لبنان المالية، بل هو الحل الوحيد كما قال البعض أكثر من مرة!

 

ولم تمهل أمريكا كيان يهود في التحضير للقبول بالترسيم فاستغلت وجود حكومة مكونة من ثمانية أحزاب سياسية كان لها الفضل الأكبر في تكوينها. ولذلك أغرتها ببعض العروض وأفهمتها أن الفرصة التاريخية لن تتاح لها في المستقبل إن هي رفضت العرض بالترسيم وبخاصة أن في الاتفاق اعترافاً بحدودها، وأن حكام لبنان الثلاثة وأحزابه القوية والمهمة قابلة بالاتفاق أو على الأقل غير معارضة له، وإن ما يقوم به البعض في لبنان من استعراضات عسكرية سيخدم حكام كيان يهود في إقناع الناس هناك أن هذا الاتفاق أفضل من الحرب.

 

لذلك وبهذا الإخراج تمت مسرحية ترسيم الحدود الخيانية في لبنان بترويج أن الاتفاق سيأتي لهم بالسمن والعسل، مثلما أوهمت أمريكا أهل مصر الكنانة وأهل الأردن عن طريق حكامهم الخونة!

 

والجديد في الأمر هذه الأيام هو ما استطاعت أمريكا إضافته من إغراءات لكيان يهود بأن من سيضمن له الأمن والاستقرار في لبنان هم الذين كانوا يحاربونه ويحملون شعار الإسلام زورا بعد أن استطاعت ترويضهم ليقبلوا بذلك، بل ليروجوا له كما هم يصنعون.

 

لذلك ما الاستعجال عند الجميع إلا استجابة لأوامر أمريكا من جهة، ولإغراءاتها الكثيرة لحكام يهود وبخاصة إغرائهم بالسلام مع لبنان وما يسمى دول الممانعة.

 

ولذلك قال بايدن إن هذا اتفاق تاريخي سيجلب الأمن والسلام للمنطقة، ويعني كيان يهود طبعا، لأن مشروع أمريكا للمسلمين في المنطقة هو القتل والتجويع والتشريد والإذلال وليس أي أمر آخر.

 

والأنكى من ذلك كله أن نسمع اليوم من رئيس لبنان ميشال عون شكرا كبيرا لأمريكا ومبعوثها هوكشتاين على هذا الإنجاز التاريخي الكبير!

 

أما نحن فنقولها بكل صراحة إن الأمة لن تسكت عن هذا الاتفاق الخياني ولن تقبل به وستنتظر الفرصة المناسبة لتنقض على هؤلاء الحكام العملاء الخونة وعلى اتفاقاتهم كلها مع كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين مهما عرضوا من مسرحيات لتضليلها.

 

إن أملنا بالله كبير بأن لا ترضى أمتنا الكريمة بالذل والهوان بعد اليوم، وبعد انكشاف عورات الجميع بلا استثناء، ولعل هذه هي الميزة الوحيدة لهذا الاتفاق إن كانت له ميزة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد نزار جابر

رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع