- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ثورات قامت لتجذير الاستعمار في بلاد المسلمين وليس لإبعاده عنها!
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم الجمعة 14 تشرين الأول/أكتوبر الجاري خبراً على صدر صفحتها الأولى على لسان رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بعنوان: "محافظ عدن: ثورة 14 أكتوبر من أنصع ثورات التحرر من الاستعمار"، جاء فيه: "أكد محافظ عدن، طارق سلام، أن ثورة 14 أكتوبر من أنصع الثورات العربية للتحرر من الاستعمار، وأقواها في ستينات القرن الماضي، كونها هزمت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس".
التعليق:
أولاً: نقول بأن التصريح الصادر عن محافظ عدن القابع في صنعاء والذي عينه الحوثيون، فليحمد اللَّه سكان محافظة عدن، بأن لديهم مُحَافِظَيْن اثنين، لا يقومان على رعاية شؤونهم من توفير الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وتعليم وتطبيب، وتحسين الأوضاع المعيشية..الخ
ثانياً: نأتي على صلب التصريح، فنقول: إذا فرضنا أن ثورة 14 أكتوبر 1963م قامت لإخراج الاستعمار البريطاني المحتل لجنوب اليمن، لكان جنوب اليمن اليوم بعد مُضِي ستة عقود، في مصاف الأنظمة المتقدمة في العالم، لأن الأنظمة الناهضة تحتاج لأقل من هذه العقود حتى تنهض!
إن اليمن واحد من بلاد المسلمين الواسعة الواقعة في خاصرة العالم، التي تكالبت عليها بالأمس الدول الاستعمارية الأوروبية، وكانت مطمعاً لها، في ظل ضعف ووهن راعيتهم دولة الخلافة العثمانية، وتحتل اليمن واحداً من أهم المواقع الاستراتيجية في العالم بإطلالتها على البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، التي تطمع الدول الاستعمارية في السيطرة عليها.
إن الثورات التي قامت في بلاد المسلمين، خلال عقود القرن الماضي المختلفة من إندونيسيا شرقاً وحتى المغرب غرباً، إما كانت امتداداً للنفوذ الاستعماري ومحافظةً عليه في البلدان التي قامت فيها كما حدث في جنوب اليمن وماليزيا، أو استبدلت بالاستعمار الأوروبي القديم وعلى رأسه البريطاني والفرنسي استعمارا جديدا (أمريكيا) كما حدث في إندونيسيا ومصر في ظل الصراع الدولي المحموم لتوسيع رقعة الاستعمار الغربي بشقيه البريطاني والأمريكي، في ظل تغييب مقصود ومتعمد لنظام الإسلام، الذي قُضِيَ على دولته مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي غفلة من أهلها على من يرشدهم ويدلهم على استعادة كيانهم السياسي دولة الخلافة، أو احتدام الصراع فيه كالذي يدور حالياً في اليمن بين بريطانيا وأمريكا.
إن حال الثورات في بلاد المسلمين سيبقى بين كماشتي الصراع الاستعماري البريطاني الأمريكي، فكل يجذبه إلى جهته، حتى يفيق المسلمون، ويخرجوا من بين فكي تلك الكماشة، ويقيموا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل حزب التحرير لإقامتها فهي الوحيدة القادرة على إخراج الاستعمار من عامة بلاد المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن