- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إعادة تشكيل ما يسمى المناطق المحررة خطوة في طريق المصالحة مع طاغية الشام
الخبر:
أفاد مراسل الجزيرة في شمال سوريا بسيطرة هيئة تحرير الشام على كامل مدينة عفرين بريف محافظة حلب شمال غرب سوريا، بعد اشتباكات مع فصائل من الجيش الوطني التابع للمعارضة المسلحة. (الجزيرة نت)
التعليق:
لا شك أن وحدة الصف والكلمة هي مطلب شرعي وشعبي، ولكن عندما تكون هذه الوحدة مبنية على الاعتصام بحبل الله عز وجل، ويسعى القائمون عليها إلى نيل مرضاته، أما عندما تكون هذه الوحدة مبنية على توجيهات مخابرات ما يسمى الدول الداعمة، وعلى رأسها مخابرات النظام التركي، فإنها تكون محل شبهة على أقل تقدير، وخاصة عندما نعلم توجهات النظام التركي نحو إعادة تطبيع العلاقات مع طاغية الشام، ودعوته من أسماهم المعارضة إلى المصالحة، وارتباط قيادات المنظومة الفصائلية به، عندها لا بد أن نضع العمل على توحيد ما يسمى المناطق المحررة ضمن السياق الذي يسعى لتحقيقه النظام التركي ومن ورائه الغرب الكافر، وهو الصلح مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ ومغتصب الأعراض، وإعادة إنتاجه من جديد.
لا شك أن إبرام مصالحة مع طاغية يحتاج لجهة واحدة تمثل جميع المناطق المحررة، وقادرة على فرض المصالحة عليها، فلا يمكن عقد مصالحة مع جزء وترك باقي الأجزاء فهذا عمل عبثي وغير مجدٍ، ولذلك نجد الغرب الكافر عمل على تشكيل ما يسمى هيئة التفاوض كجهة وحيدة مخولة للتفاوض مع طاغية الشام، وعمل على إعطائها الشرعية في مؤتمر الرياض الذي دعا إليه العديد من ممثلي قيادات المنظومة الفصائلية العاملة على أرض الشام، وفي قضية فلسطين بارك تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لجعلها الجهة الوحيدة التي ستبرم الاتفاقات والمعاهدات والصلح مع كيان يهود.
لا شك أن عقد صلح مع طاغية الشام أو ما يسمى بالحل السياسي يتطلب تجهيز الأرضية لذلك، وتهيئة الأجواء لإنجاحه، ويعتبر عمل النظام التركي على دمج المناطق المحررة تحت قيادة واحدة يصب في هذا السياق وأحد مستلزماته.
إن على أهل الشام أن يدركوا جيدا أن سكوتهم عما يجري بحق ثورتهم وتضحياتهم هو انتحار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن تأخرهم في استعادة قرار الثورة يفوّت عليهم فرصا كثيرة، ويزيد من حجم الفاتورة التي سيدفعونها مستقبلا، فلذلك وجب عليهم التحرك سريعا لاستعادة قرار الثورة المغتصب، والتوحد والاعتصام بحبل الله جميعا؛ وذلك عن طريق تبني مشروع سياسي واضح منبثق عن عقيدتهم الإسلامية، والسير خلف قيادة سياسية واعية مخلصة، تقود السفينة إلى بر الأمان وسط هذه الأمواج الهائجة، هذه هي الأسس الوحيدة للنجاة، فالتزموها قبل أن تجدوا أنفسكم بين أنياب وحوش لا تعرف الرحمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا