- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سقوط الأقنعة بدأ بلا عودة
الخبر:
أزمة كبيرة... هل تتعرض فرنسا إلى شلل تام بسبب الاضطرابات؟
أربعة مصافي للنفط من أصل سبعة مصافي تخرج عن الإنتاج... بينهما الأكبر في البلاد.
وقد أفاد الاتحاد العام للعمال CGT اليساري المتشدد الذي أطلق التحرك قبل ثلاثة أسابيع بأن العمال في ثلاثة مواقع تابعة لتوتال إنيرجيز قرروا تمديد إضرابهم. ودعا الاتحاد العام للعمال إلى إضراب الثلاثاء ما من شأنه أن يعطل حركة النقل العام على مستوى البلاد. (العربية نت)
التعليق:
إن موقف الحكومة الفرنسية صعب جداً وخاصة بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على التلفزيون الفرنسي أنه: "سوف تعود حركة الوقود عادية في منتصف هذا الأسبوع". وحتى اليوم لم يعد أي شيء! وأكثر من ذلك فإن رئيسة الوزراء إليزابيث بورن قالت: "سوف نستخدم سلاح وضع اليد وهو من حق الحكومة قانونيا"، ولكنه يعتبر تعدياً على حقوق الشعب، وغياب للديمقراطية، وبعد تصريح زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون الذي قال: "ستعيشون أسبوعا لا مثيل له، نحن من بدأنا الأسبوع بهذه المسيرة".
والموضوع يذهب إلى أبعد من ذلك حيث لن تقبل المعارضة والاتحاد العام للعمال بأن تمرر الحكومة مشروع ميزانية 2023 دون تصويت مستخدمة المادة 3-49 التي هي أداة تسمح للسلطة التنفيذية بتمرير نص دون تصويت ما لم يتم اقتراح بسحب الثقة من الحكومة. حيث إن الحكومة المشكلة بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة في شهر حزيران/يونيو الماضي أسفرت عن حرمان الرئيس إيمانويل من الأغلبية المطلقة.
ويمكننا القول إننا أمام سباق موازنة كامل قد انطلق، وسيستمر على موازنة عام 2023 حيث فشلت الحوارات التي نظمتها وزارة الاقتصاد مع نواب من كل الأطياف السياسية. وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومبير بحسب وكالة رويترز يوم الاثنين "إن محاربة التضخم هي الأولوية الكبرى في ميزانية 2023"، مضيفا أن الظروف مرهونة بما وصفه "عدم اليقين غير المسبوق بسبب تداعيات الصراع الروسي الأوكراني".
إن القارة الأوروبية تعاني هذه الأيام من أزمات ليس لها حلول في القريب المنظور بل هي عالقة في وحل أعدته لها أمريكا بحيث تحكم قبضتها على هذه القارة العجوز وتسوقها إلى تنفيذ مخططاتها الخبيثة. وإن الحكام القائمين على رعاية شؤون البلاد هم أيضا لهم نصيب مما يحدث في بلادهم وبلاد العالم.
أليست فرنسا هي من تدعي أنها الدولة الأولى في الديمقراطية؟ فكيف تمارس كل هذا القمع بحق شعبها وتمنعهم من حق التعبير عن سوء الحال الذي يعيشونه من غلاء معيشة وتردٍّ في مستوى العيش؟! اليوم تسقط أقنعة الزيف التي تزين بها الغرب بأنهم هم أهل الديمقراطية وحرية الرأي، ونقول لمن يتكنى بديمقراطية الغرب: انظر إليهم كيف تخلوا عن أقنعتهم ومارسوا سلطتهم، وقد تبين للجميع أنه لا وجود لرعاية شؤون حقيقية في تلك الدول.
إن الحل الحقيقي هو لفظ هذا النظام الرأسمالي بكل أشكاله، لأنه لم يجرّ على البشرية إلا الويلات، ولم يرع شؤون البشرية بل أخذها إلى قاع الهاوية.
إننا اليوم في أحوج وقت لتغيير هذا النظام العالمي المتسلط على رقاب الناس، والإتيان بنظام رباني، يُصلح البشرية، وينقلها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الرأسمالية إلى عدل الإسلام، وهو عائد بإذن الله قريبا بهمة العاملين المخلصين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم