السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
شتان بين صلح الحديبية وبين "صلح الفيفا" الذي يبيح أعمال قوم لوط في الدوحة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

شتان بين صلح الحديبية وبين "صلح الفيفا" الذي يبيح أعمال قوم لوط في الدوحة

 

 

 

الخبر:

 

طمأنت قطر أفراد مجتمع الميم الذين سيحضرون إلى الدوحة لمتابعة مجريات كأس العالم، في ظل الانتقادات التي تطالها حول حقوق الإنسان، واعتزام قادة منتخبات أوروبية ارتداء شارات بخطوط ملوّنة في رسالة ضد التمييز. وفي مقابلة مع سكاي نيوز سبورتس، الخميس، أجاب بـ"نعم" المدير التنفيذي لكأس العالم في قطر، ناصر الخاطر، حول سؤال إن كانت بلاده تُرحّب بالمثليين. وشدد المسؤول القطري على أن أحداً لن يتعرّض لأي كان في رسالة تطمين لمجتمع الميم، بعد إصرار الإعلاميّ روب هاريس على السؤال عن حماية المثليين وحقوقهم في حضور المونديال والتعبير علناً عن أنفسهم. وسيحمل أمثال الإنكليزي هاري كاين، والألماني مانويل نوير، والفرنسي هوغو لوريس شارات على شكل قلب يضم ستة خطوط متوازية تختلف ألوانها عن علم المثليين. وأوضح الاتحاد الألماني أن المبادرة التي أطلق عليه اسم "حبّ واحد" (وان لاف) جاءت من مجموعة عمل تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) مسؤولة عن دراسة "القضايا المتعلقة بحقوق العمال وحقوق الإنسان في قطر حتى مونديال 2022". وأكد الخاطر أن الكحول سيسمح به في المناطق المحددة حول الملاعب، كما ستنشئ السلطات القطرية مناطق مخصصة أيضاً ليرتاح فيها المشجعون الذين هم في حالة سكر حتى استعادة نشاطهم. (موقع الحرة، 2022/10/14).

 

التعليق:

 

ها هي قطر تستسلم لمطالب الدول الغربية المطالبة بحماية حقوق الشواذ جنسيا في مباريات كأس العالم لكرة القدم، والتي ستقام في الدوحة في نهاية عام 2022. لا تختلف هذه المسرحية كثيرا عن تلك التي حبكتها قطر عندما قامت بتسخير دعاة الإسلام المعتدل قبل عقود لإقناع حركة طالبان بالعدول عن هدم تماثيل ضخمة بذرائع شتى كالمحافظة على التراث وصولا إلى عدم جدوى إغضاب الدول الغربية. تبدأ فصول كل مسرحية بجعل قطر تبدو وكأنها حاملة لواء الإسلام وأنها حامية الحمى وتنتهي بإعطاء المسكنات والتبريرات لتنفيذ مخططات غربية علمانية؛ وأين؟ في بلاد المسلمين للأسف! فتصبح سيادة أحكام وضعية بناء على رغبة الدول الغربية أمرا واقعيا، وتنحية أحكام الإسلام ضرورة! وبهذا تقفز قطر على جهود مخلصين كمحمد أبو تريكة ومن ثم إبعادهم عن المشهد الإعلامي، ليتسنى لمثل هذه الدول أن تظهر وكأن سندها من الداخل أي من أهل البلاد، وأنها تحمل عقيدة أهل هذه البلاد. ولو كانوا كذلك لاتّعظوا بقول الله تعالى: ﴿وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأعراف: 80-84]

 

لقد فات هؤلاء الحكام أن مثل هذه المواقف والأحداث تظهر كل جهة على حقيقتها وتبعيتها مهما قامت من أعمال سواء تطلبت جراحات تجميلية أم رتوشاً صغيرة. والخاسر فيها هو من تم استغلاله سواء بحسن نية أو سوء نية. فهلا استفاق من كان نائما أو مستغلا؟

 

وبالعودة للمشهد العام يتبين أن موضوع احترام الشواذ جنسيا في كأس العالم ليس بالهزل فهو عبارة عن محاولات حثيثة من الدول الغربية لجعل المثلية مقبولة في بلاد المسلمين وذلك بالطريقة المعهودة، أي عن طريق تمرير ذلك المخطط عبر حكام المسلمين العملاء. وبالرغم من استهانة حكام قطر بوعيد الله لقوم لوط ولمن عمل عملهم بالفناء، إلا أن الأمة الإسلامية تعتبر التصدي لظاهرة منكر قوم لوط قضيتها. ولن يفلح حكام قطر ولا غيرهم في تمرير مثل هذا المخطط، لأن الأمة الإسلامية لن تتفرج على من يقودها إلى حتفها، بل ستأخذ منه القيادة وتسلمها إلى أهلها. قال الله تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ﴾ [هود: 89]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نزار جمال

آخر تعديل علىالإثنين, 24 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع