- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما وراء توقيت ضربات الطائرات المسيرة على محافظتي شبوة وحضرموت؟!
الخبر:
أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي الليلة تصريحاً بشأن محافظتي شبوة وحضرموت، وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي: "حضرموت وشبوة تحت سيطرة الحكومة منذ بداية الحرب، فما الذي استجد فجأة حتى نرى التصعيد الإيراني ومن يدور في فلكه بشأن هاتين المحافظتين؟"، وأضاف قائلا: "المستجد هي المتغيرات الميدانية منذ 10 آب/أغسطس الماضي بمحافظة شبوة، وتكليف القائد الزّبيدي برئاسة اللجنة العليا للموارد في 14 آب/أغسطس من الشهر ذاته". (كريتر نيوز).
التعليق:
مع سطحية النظرة التي صرح بها عضو هيئة رئاسة الانتقالي سالم العولقي، إلا أن هناك سبباً لما قام به الطيران المسير وفي هذا التوقيت تحديداً. فبعد أن صدر قرار منظمة أوبك بلس بتخفيض إنتاج النفط مليوني برميل يومياً، والذي من نتائجه ارتفاع أسعار النفط والغاز في أمريكا وأوروبا لزيادة استهلاكهما للتدفئة، وخاصةً في فصل الشتاء، ما أوقع إدارة بايدن الديمقراطية في حرج مع الشعب الأمريكي، والتي كانت قد اتخذت قراراً بسحب مليون برميل من المخزون الاستراتيجي الأمريكي لمدة ستة أشهر، وذلك لمواجهة ارتفاع أسعار المحروقات في أمريكا حتى لا تتضرر إدارة بايدن في انتخابات الكونغرس ولمواجهة روسيا. كما أن الاتصالات التي يقوم بها أركان من إدارة ترامب السابقة مع السعودية مثل جاريد كوشنر فإنه يتضح أن السعودية تنسق سياستها النفطية مع الحزب الجمهوري الأمريكي. كما أن الانقسام الحاد بين الحزب الديمقراطي وشركات التكنولوجيا الداعمة له، وبين الحزب الجمهوري وشركات النفط الداعمة له، فإن لقرار منظمة أوبك بلس أبعاداً عميقة ذات علاقة بهذه الانتخابات، وهذا مربط الفرس في قرار السعودية بدعم خفض المنظمة للإنتاج.
لقد تزامنت الأعمال السياسية والمتمثلة في إصدار منظمة أوبك بلس قرار تخفيض إنتاج النفط، مع أعمال عسكرية، تمثلت في استهداف الحوثيين لميناء الضبة في حضرموت والتي أجبرت السفينة نيسوس كيا على التراجع إثر هجوم بطائرتين مسيرتين، كما سبق ذلك هجوم الحوثيين على سفينتي هانا والتاج بات بليو ووتر الراسيتين في ميناء رضوم بمحافظة شبوة، ما يدل على أن هناك علاقة بين الأعمال السياسية التي تقوم بها منظمة أوبك بلس والأعمال العسكرية التي قام بها الحوثيون، والتي ينتج عنها حرمان السوق العالمية أكثر من مليوني برميل نفط خام ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في أمريكا وأوروبا.
أما عن نتائج ارتفاع أسعار النفط في أمريكا فقد تؤدي إلى رجحان كفة الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس والتي ستعقد في 2022/11/18م، أما نتائج ارتفاع أسعار النفط في أوروبا، فقد تضطر أوروبا لشراء النفط الأمريكي الغالي الكلفة، ما يجعل الشركات النفطية التابعة للحزب الجمهوري تجني أرباحاً طائلة من وراء ذلك.
فهل أدرك أهل اليمن أن ما يقومون به من أعمال لا تخدم دينهم ولا بلدهم ولا شعبهم؟! فها هم يهدرون ثروات بلدهم ببيعها لأعدائهم بثمن بخس لتذهب الأموال إلى جيوب حكامهم الوكلاء عن الغرب في نهب تلك الثروات، وكما يشاركون من جانب آخر في تحقيق سياسة الأمريكان المرتبطين بهم لتنفيذ سياستهم في احتكار تسويق وبيع النفط بدلا من أن يتم التنقيب عنه واستخراجه وتكريره وتسويقه في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستجعل النفط ضمن الملكية العامة لا أن يكون سلعة يُتنافس عليها بل وتتقاتل عليها مليشيات صنعاء وعدن، بينما أغلب أهل اليمن يتضورون جوعاً لا يجدون ما يأكلون!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – ولاية اليمن