السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
علاقة سياسية مع الظالم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

علاقة سياسية مع الظالم؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أدلى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين تصريحا حول جدول الأعمال في بثّ حي على الهواء، قال فيه "إن العلاقات مع نظام بشار الأسد في سوريا مستمرة في البعد الاستخباراتي، وإن العلاقات السياسية يجب أن تبدأ أيضاً". (ميبا نيوز 2022/10/18)

 

التعليق:

 

نحن نشهد أن انتكاسات السياسة الخارجية التركية قد تطورت إلى عملية أعمق بكثير ولا معنى لها وتتجاوز السياسات التكتيكية البسيطة. ولا شك أن أكبر سبب لظهور هذه القضية هو أنها جزء من مخططات الدول المركزية التي هي جزء منها. إنّ الدول التي تفتقر إلى فكرة أساسية مبدئية خاصة بها، بعبارة أخرى، تصبح دائماً جزءاً من سياسات القوى المبدئية. إن التصرف وفق الأحكام والإجراءات المستمدة من العقيدة العلمانية للمبدأ الرأسمالي يفرض الطبيعة ويذل المجتمعات التي يكون شعبها من المسلمين. وللأسف فإن الحكام في بلادنا الذين تبنوا هذه الإجراءات والتفاهمات كأساس لم يتمكنوا من اتخاذ موقف مشرف باسمهم أو نيابة عن شعوبهم.

 

إن الافتقار إلى المبادئ هو تيار جارف لدرجة أن أولئك الذين وقعوا فيه لا يمكنهم حتى أن يخمنوا أين، وبأي طريقة، وفي أي حالة سيتمّ جرهم. والحالة التي وصلنا إليها اليوم، فإن انجراف الحكام في السياسة التركية، لا سيما نتيجة للحركة غير المبدئية وغير المعتدلة في السياسة الخارجية، يعد نموذجاً مثالياً. تخيل الحديث عن تطوير العلاقات السياسية مع قاتل سيئ السمعة ملطخة يداه بدماء ملايين المسلمين، وملايين المسلمين الذين أصيبوا وأصبحوا لاجئين وعذبوا واغتصبوا بسبب قسوته، إنه أمر غير مبدئي ومخز.

 

تركيا، التي ليس لديها سياسة سوى تنفيذ الخطط الأمريكية منذ بداية الثورة السورية، لم تتوان عن التعامل مع أمريكا الكافرة. بعد كل شيء، تُظهر لنا العلاقة السياسية مع الأسد اليوم كيف ترسّخ مفهوم الأصدقاء والأعداء. بالطبع، هذا التأرجح في السياسة الخارجية لا يقتصر على سوريا وحدها، بل كما شهد الجميع، كان أيضاً مع كيان يهود، وتقلبات مماثلة في العلاقات مع دول مثل ليبيا ومصر والسعودية والإمارات تدفع بتجاوز كل الأخلاق. ربما يمكن الحصول على فوائد صغيرة نتيجة تفضيل الذل على الكرامة، ولكن من الأفضل بكثير أن نلجأ إلى رضا الله عز وجل، وهو أمر عظيم.

 

إنّ الغريب هو الخطاب الملحمي في السياسة الخارجية بالأمس، أولئك يستخدمون الخارج كمادة في السياسة الداخلية كقصة نجاح. ونتيجة لذلك، فإن الحكام الذين ظلوا يخدعون الناس لسنوات ويجبرونهم على إعالة أنفسهم، يجبرون الناس على دعمهم مرة أخرى اليوم عندما يقولون عكس ما قالوا بالأمس تماماً!

 

يوضح لنا هذا أن أي دولة بدون مقياس، بدون مبدأ، بدون عقيدة، لا يمكن أن يكون لها نظام ذو هدف أو أية خطوط حمراء، خاصة في مجتمع أهله مسلمون، وأي حكم لا يأتي من العقيدة الإسلامية، لا يمكن له أن يظهر أي سياسة قوية. إن تحويل المصلحة إلى سياسة دولة هو الخضوع للسلطة وإدارة ظهرك للمظلومين. وأي عمل غير مبني على أحكام الشريعة ليس فيه أي خير. وكل أرض تُطبَّق فيها أحكام الإسلام ستجد السلام والازدهار. وكل لحظة لا يكون فيها الحكم بالخلافة، فإن الكفار والظالمين سيواصلون طغيانهم.

 

نعلم أن كلامنا سيصطدم بجدران قصور الحكام ويعود إلى الوراء، لكننا لن نتراجع عن قول كلمة الحق. ونرجو أن يتوبوا بأسرع ما يمكن. إذا أردت تحقيق علاقة سياسية، فعليك أن تدرك هذه العلاقة مع المسلمين في البلاد الإسلامية، وإقامة نظام لتطبيق أحكام الإسلام. أعلن للكفار والظالمين صراحة أنهم أعداؤك، ليثق بك المظلوم، ويخافك الكفار. إذا فعلت هذا، سيجعلك الله كريماً وأعداءك أذلاء. والخيار لك!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع