السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا يصلح العطار ما أفسده الدهر يا ريشي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا يصلح العطار ما أفسده الدهر يا ريشي

 

 

 

الخبر:

 

من هو ريشي سوناك الذي سيكون أول رئيس للحكومة البريطانية من أصول آسيوية؟ (بي بي سي عربي)

 

التعليق:

 

ريشي سوناك يصبح أول رئيس حكومة بريطانية من أصول آسيوية، طبعا بصورة اضطرارية بعد الأزمة السياسية التي يعاني منها حزب المحافظين. ولولا أن الأمر كذلك لما تمكن ريشي من الوصول لرئاسة الحكومة، فبعد سلسلة من الاستقالات لرؤساء الحكومة ابتداء من كاميرون وانتهاء بليزا تراس صار ترشيح ريشي أمرا لا بد منه.

 

الأزمة السياسية لا تقتصر على حزب المحافظين، فما أزمة حزب المحافظين إلا انعكاس للحالة السياسية المتردية في بريطانيا داخليا وخارجيا. فنفوذ بريطانيا في الخارج في حالة من الانحسار والانكماش، وأما الحالة الاقتصادية ففي تردٍّ فظيع حتى يكاد سعر الجنيه الإسترليني يصل سعر الدولار بعد أن كان يعادل دولارين عام 2008. وهذا لا بد أنه أحد الأسباب التي جعلت من وزير الخزانة السابق ريشي رئيسا للحكومة الآن، ولكن هل يُصلح العطار ما أفسده الدهر؟!

 

إن التقارير التي تتحدث عن الفقر في بريطانيا تفوق حد الوصف، فقد كشف تقرير لجنة المقاييس الاجتماعية لعام 2020 عن وجود 14.4 مليون بريطاني يعيشون في حالة فقر، خلال الفترة بين 2018-2019، بينهم 4.5 مليون طفل. وأفاد التقرير أن ما يقرب من نصف الأسر من أصحاب البشرة السوداء والعرقيات الصغيرة في بريطانيا يعيشون ظروفاً قاسية، وغالباً ما يعانون ظروف الفقر مقارنة بالبيوت البيضاء. وذكر أن 46% من عائلات "السود" تعاني الفقر، مقابل 19% فقط من العائلات البيضاء.

 

فما هي الوصفة السحرية التي سيأتي بها ريشي لإنعاش الاقتصاد البريطاني ومنع استمرار تردي الجنيه والحد من ظاهرة الفقر المدقع؟ كيف ستواجه بريطانيا الأزمة المالية العالمية الخانقة القادمة؟ وما الذي سيفعله ريشي لمنع انحسار نفوذ بريطانيا في الخارج في أفريقيا وآسيا؟ وهل الخبرة الاقتصادية ستكفيه لخوض غمار العواصف السياسية التي تنتظر المملكة في ما تبقى لها من نفوذ في الخارج؟

 

الذي يبدو أن الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس سيخيم عليها الضباب لفترة ليست بالقصيرة لا سيما وأن روسيا وأمريكا تنسقان الأعمال السياسية الخارجية في قضايا كثيرة مثل الملف السوري وملفات أفريقية وطرد النفوذ الأوروبي منها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

آخر تعديل علىالأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع