الثبات على المبادئ والمواقف

 

 

الخبر:

 

قال عضو لجنة إزالة التمكين المجمدة، صلاح مناع في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على تويتر إن اتفاق سلام جوبا حقق أهداف الانتهازيين، ولم يحقق أي شيء لأهل دارفور، وأضاف "هم من أفسدوا المشهد السياسي من أجل وظائف تافهة". (سودان ديلي نيوز)

 

التعليق:

 

تصريحات غاضبة من صلاح مناع عضو لجنة إزالة التمكين المجمدة، صرح بها بعد أن أبعد من الساحة السياسية وبعد أن أصبح بلا سلطة في الحكومة، وهكذا هم سياسيو هذا البلد يسيرون على حسب هواهم بالرغم من أن هذا الاتفاق تم وهو في وظيفة نافذة في الحكومة التي أبرمته ولم ينطق بكلمة ضدها ولكن بعد أن تغير الحال أصبح يطلق التصريحات!

 

فهذا يدل على ما تلوكه ألسنتهم من كذب صراح بأنهم مع مصلحة البلد وهم لا همّ لهم سوى مصالحهم الشخصية. وهذا أمر عادي في ظل نظام رأسمالي يسيطر على البلاد وعلى مفاهيم سياسييها الذين تتقلب مواقفهم حسب مصالحهم. فالنظام الرأسمالي لا ينتج إلا السياسيين الذين يدورون حيث دارت المصلحة.

 

وما نراه الآن من جلوس أصحاب اللاءات الثلاثة: (لا تفاوض ولا شراكة لا مساومة) مع العسكر خير دليل، فأعداء الأمس الذين قالوا في العسكر ما لم يقله مالك في الخمر، عادوا كأن شيئاً لم يكن يشاركون ويتفاوضون ويساومون! فالتربة الرأسمالية لا تنبت إلا فاجرا فاسقاً ظالماً متكبراً جبارا.

 

أما تربة الإسلام فتنتج سياسيين مبدئيين لا تتغير مواقفهم مع تغيير الأوضاع، بل هم ثابتون لا يتزحزحون قيد أنملة عن مواقفهم. قال سيف بن عمر: عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما بويع أبو بكر وجمع الأنصار في الأمر الذي افترقوا فيه، قال: "ليتم بعث أسامة وقد ارتدت العرب إما عامة وإما خاصة في كل قبيلة، ونجم النفاق واشرأبت اليهودية والنصرانية، والمسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم ﷺ وقلتهم وكثرة عدوهم". فقال له الناس: "إن هؤلاء جل المسلمين والعرب على ما ترى قد انتقصت بك، وليس ينبغي لك أن تفرق عنك جماعة المسلمين". فقال: "والذي نفس أبي بكر بيده لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله ﷺ ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته".

 

نعم هؤلاء هم الرجال الرجال الذين حُق لنا أن نقتدي بهم الذين غيروا وجه التاريخ وسادوا الدنيا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان