- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مقبرة الأطفال الأحياء؟!
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الخميس، 2022/10/27م خبرا تحت عنوان: (مسؤول تونسي: إيطاليا رفضت إعادة طفلة وصلت في قارب إلى لامبيدوزا من دون عائلتها) جاء فيه:
"قال مسؤول قضائي تونسي إن السلطات الإيطالية رفضت إعادة طفلة تونسية كانت وصلت إلى جزيرة لامبيدوزا من دون ذويها، ضمن موجات الهجرة غير النظامية.
وكانت الطفلة ذات 4 أعوام قد وصلت قبل نحو أسبوعين على قارب كان يقل مهاجرين آخرين قادمين من تونس إلى هذه الجزيرة الإيطالية القريبة، لكن من دون أي مرافقة من أفراد عائلتها.
وقال متحدث باسم الحرس الوطني التونسي إن والديها سلماها إلى وسيط منظم للرحلة مع مبلغ مالي على أن يلحقا بها إلى إيطاليا، وصدر قرار بمنع الوالدين من السفر بعد أن خضعا إلى التحقيق.
وقدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي يعنى بالهجرة، هجرة حوالي 500 عائلة تونسية إلى السواحل الإيطالية هذا العام.
كما أحصى أكثر من 13 ألفا و500 مهاجر غير نظامي تونسي غادروا انطلاقا من سواحل البلاد من بينهم قرابة 2600 قاصر و640 امرأة بينما يعد حوالي 600 شخص في عداد المفقودين..."
التعليق:
يفر المسلمون من بلادهم - بسبب الويلات والتشرد والشقاء من أنظمة القهر التي تحكمهم بكل ما تملك من أدوات القتل والبطش والتنكيل، فتطحنهم وتُذيقهم جميع صنوف العذاب - أملاً في أن يجدوا في أوروبا ملجأ ومستراحا من هذه المعاناة فيصطدمون بواقع أشد بؤساً يختطف فيه الأطفال ليصبحوا أعداء لأهليهم بعد مسخهم من كل معاني الإنسانية أو لذبحهم وبيعهم قطع غيار فيما يعرف بتجارة الأعضاء البشرية، هذا إذا نجوا من الموت غرقاً في مياه البحار ومن المعسكرات البائسة التي أعدت للاجئين في الجزر اليونانية أو الإيطالية.
ومعاناة هذه الطفلة خير شاهد، تُرى ماذا فعلت الدول التي تشردوا منها أو الدول الغربية للتقليل من هذه الظاهرة التي تندى لها جباه البشرية؟
إنّ الدول القائمة في البلاد الإسلامية لا تهتم لهذا الأمر الاهتمام الحقيقي، بل إننا نكاد نجزم أنّها تُساهم في التخلص من رعاياها ودفعهم للموت في البر أو في البحر، فهم في نظر هذه الدول أعباء يجب التخلص منها!
وأمّا الدول الغربية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، فتعمل على التخلص من هذه الظاهرة بالقدر الذي يخدم مصالحها، فما دامت أوروبا تحتاج إلى أيد عاملة وطاقات بشرية فالهجرة إليها مرحبٌ بها لكن بعد أن يتوثقوا من أن المسلمين سوف يندمجون في هذه المجتمعات بالتخلي عن دينهم وعقائدهم ويصبحون مسوخا بشرية وماكنات تفريخ لطاقات شبابية تخدم هذه الدول، فهذا هو القتل (الرحيم!) بعينه بحجة المحافظة على مصالحهم، وجعلهم جزءاً من أدواتهم ليستخدموها حيثما شاؤوا.
إنّ الحل الوحيد لهذه المشكلة، بل لكل مشاكل المسلمين، يكمن في إقامة دولة رعاية حقيقية تحرص على إيجاد حياة كريمة للمسلمين، وتُوفر لهم كل أسباب الراحة والحياة العزيزة، فترعى شؤونهم وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، فتنهض وترتقي بهم إلى مصاف العدل والخير، والتاريخ الإسلامي خير شاهد على ذلك، قال رسول الله ﷺ: «مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي، وإنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى به، فإنْ أمَرَ بتَقْوَى اللَّهِ وعَدَلَ، فإنَّ له بذلكَ أجْراً وإنْ قالَ بغَيْرِهِ فإنَّ عليه منه». رواه البخاري
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي