- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تبحث عن مكون مدني يساند العسكر
الخبر:
كشف الأمين العام لقوى التوافق الوطني، مبارك أردول الاثنين عن ترتيبات للإعلان عن تحالف سياسي جديد باسم الحرية والتغيير.. الكتلة الديمقراطية، يضم عدداً من القوى السياسية. وقال أردول لسودان تربيون: "الخميس المقبل سيتم الإعلان عن تكتل سياسي جديد"، مبيناً بأنه يضم أكثر من 20 تنظيماً من بينها التوافق الوطني، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، علاوة على الحرية والتغيير القوى الوطنية، ولجان المقاومة، بجانب المبادرة السودانية للترتيبات الدستورية، ونظارات البجة، فضلاً عن مجلس الكنائس، والطرق الصوفية وغيرها. (سودان تربيون 2022/11/01).
التعليق:
منذ الإطاحة بنظام الإنقاذ، والصراع بين أوروبا وأمريكا على السلطة في السودان لا يهدأ، رغم سيطرة العسكر أدوات أمريكا في الصراع، على السلطة منذ 11/4/2019 وحتى اليوم، أعطوا خلالها سلطة منقوصة للمكون المدني التابع لأوروبا وبخاصة بريطانيا، وعندما حاول هذا المكون تعدي الخطوط الحمراء بمطالبتهم بالسلطة كاملة، بما فيها هيكلة الجيش، انقلب عليهم البرهان، وأخذ منهم، بترتيب أمريكي مكشوف، حتى تلك السلطة المنقوصة بعد أن أصبحت في أضعف حالاتها، وبخاصة بعد أن وصلت الحالة الاقتصادية في البلاد إلى هاوية سحيقة بتطبيق إملاءات صندوق النقد الدولي، فأصبحت الحياة في السودان جحيما لا يطاق، كما ضعفت حركة الشارع، ولم تعد المليونيات المزلزلة والمخيفة لعسكر أمريكا، فأصبحت غير ذات جدوى.
ثم دب الخلاف بين المكونات المدنية ما أضعفها أكثر مما هي عليه من الضعف، ثم كانت محاولات فولكر تقوية موقف رجال بريطانيا، فالتفّت عليه أمريكا بإدخال عملائها الإقليميين؛ الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد لتكون ثلاثية لكي لا ينفرد بها فولكر، ثم رباعية بقيادة أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات لإجراء تسوية تبقي السلطة الحقيقية لأمريكا ورجالها في السودان، لأن بريطانيا تعلم أنها لا تستطيع أخذ السلطة كاملة في السودان من يد أمريكا، فأوعزت أمريكا للبرهان بإعلان الرابع من تموز/يوليو 2022م خروج الجيش من السياسة وترك المدنيين بأن يتفقوا، وهي تعلم أنهم لن يتفقوا لاختلاف الأسياد، ومن هنا بدأت أمريكا عبر بعض رجالها بإيجاد حاضنة مدنية لها تساند العسكر، ومن هذا الباب يجيء هذا الإعلان من مبارك أردول عن تحالف جديد يضم أجساماً تحسب على أمريكا، وبخاصة والحديث هذه الأيام عن صفقة أو تسوية قادمة لا تستثني إلا المؤتمر الوطني.
من المؤكد أن ما يجري في السودان، سواء أجاء بتسوية أو بغيرها، لن يأتي بخير للسودان، فقد جرّب أهل السودان عملاء بريطانيا وعملاء أمريكا سنوات عديدة فلم يورثوهم إلا الفقر والصراعات رغم وجود الثروات الهائلة المنهوبة. فلا حل للسودان ولا لغيره من بلاد المسلمين إلا قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تقطع يد الكافر المستعمر الأوروبي والأمريكي عن بلادنا، وتطبق أحكام رب العالمين فينعم الناس في ظلها بالأمن والطمأنينة والحياة الكريمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان