الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انهيار جديد للجنيه المصري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انهيار جديد للجنيه المصري

 

 

الخبر:

 

تحدثت الجزيرة نت في 2022/10/29 عن مسيرة الجنيه المصري والانحطاط الذي أصابه خاصة بعد أن وصل سعر الصرف إلى ما يزيد عن 24 جنيهاً للدولار الواحد.

 

التعليق:

 

في صحيفة الإندبندنت بتاريخ 2022/10/16 قال المفكر الأمريكي في معهد بحوث السياسة الخارجية روبرت كابلان: "فالشرق الأوسط على سبيل المثال لم يجد بعد حلاً ناجعاً بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية مثلما يتضح من التقلبات الدامية على مدى المئة عام الماضية". وربما يعتبر الجنيه المصري واحداً من شواهد تلك التقلبات، فقد تم تأسيسه سنة 1836م بعد صراع مع الخلافة العثمانية عندما دعم الاستعمار الفرنسي فصل مصر عن إسطنبول العاصمة.

 

وفي مثال الجنيه المصري يمكن بملء الفيه سؤال المصريين: ماذا جنيتم من الانفصال عن الخلافة؟ صحيح أن المصريين لم يختاروا ذلك الانفصال، فقد حصل بتخطيط وتنفيذ استعماري أوروبي، ولكنهم لم يبذلوا الغالي والنفيس للعودة إلى الخلافة العثمانية وإصلاح الخلل فيها، خاصة وقد تأثروا بالدعاية الأوروبية عن التمييز بين العرب والترك.

 

واليوم، ها هو الجنيه المصري شاهد على سوء الحياة الاقتصادية في مصر منذ تأسيسه، فبعد أن كان يساوي 8.5 غرامات ذهب قام حكام مصر عملاء أمريكا بربطه بالدولار، فصار هو وغيره من العملات الأخرى تقف في خندق واحد للدفاع عن الدولار، شعار الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العالم، وكانت أمريكا تطبع المزيد من النقود للوفاء بمصاريف الدولة الكبيرة ولدعم رفاهية الشعب الأمريكي، وعند طباعة الدولار تنخفض قيمته، فتنخفض قيمة العملات المرتبطة به كافة، بمعنى أن رفاهية أمريكا يدفع ثمنها المصريون كذلك، ومعهم الكثير من الشعوب الإسلامية التي قرر قادتها الخونة فك ارتباط عملاتهم بالذهب وربطها بالدولار، فصارت تدور معه ارتفاعا وانخفاضا، وفق السياسة المالية الأمريكية.

 

ثم جاءت سياسات المزيد من التبعية عندما أصبحت الدولة بحاجة لقروض صندوق النقد الدولي، تلك القروض التي تتحكم بها أمريكا أيضاً، فصار التدخل في السياسة المالية لمصر جزءاً مما يجب على نظامها العميل أن يقبل به حتى يحصل على القروض، ومع كل قرض تأخذه الدولة وينهب معظمه السياسيون العملاء فإن الشخص المصري العادي يدفع ثمنه نقصاً في قيمة ما يمتلكه من جنيهات.

 

أي أنه صار على المصري أن يعمل أكثر ويكد في هذه الحياة من أجل رفاهية الشعب الأمريكي، ومن أجل سياسة أمريكا الاستعمارية، كل ذلك بشكل خفي لا ينتبه إليه أحد، ثم صار ذلك مطلوباً علناً لتحقيق طلبات صندوق النقد الدولي وتغطية الأموال التي يسرقها الفاسدون في الدولة.

 

هذه هي حياة المسلمين بعد هدم الكفار لخلافتهم!!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال التميمي

 

آخر تعديل علىالجمعة, 04 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع