السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ليست هناك تسوية بل ترويض من العسكر للمدنيين لصالح أمريكا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ليست هناك تسوية بل ترويض من العسكر للمدنيين لصالح أمريكا

 

 

 

الخبر:

 

قال قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، إن الجيش لن يعمل تحت إمرة حكومة مدنية ما لم تكن منتخبة، رابطا موافقة الجيش على الاتفاق النهائي الذي يجري التشاور عليه لحل الأزمة السودانية الحالية، بعدم إقصاء أي جهة وعدم المساس بـ"ثوابت الوطن". (سكاي نيوز)

 

التعليق:

 

هذا ترويض من العسكر للمدنيين لصالح أمريكا؛ ذلك لأن البرهان استدرج الموقعين من قوى الحرية والتغيير للتوقيع على الاتفاق الذي يمنحه أهم شيء وهو الاعتراف به كطرف في معادلة المشهد السياسي، وليس كقائد انقلاب عسكري ضد سلطة مدنية.

 

الجدير بالذكر أن الفريق البرهان حل رئاسة الأركان المشتركة واعتمد نظام هيئة الأركان التي تجعل قيادة الجيش في يد القائد العام بينما نظام الهيئة المشتركة كان يضع القرار في يد القائد الأعلى للجيش أي رئيس الدولة أو الوزراء (سونا، 2019/10/28) وهذا يؤكد أن الجيش لن يسلم السلطة حقيقة لأي قوى غيره. وهذا ما صرح به أمير حزب التحرير في جواب سؤاله بأن هذا لن يحدث.. وهذا الاتفاق لن يدوم، وأن نجاح الاتفاق الإطاري بين الجيش و52 حزبا وتكتلا سياسياً هو أمر مشكوك فيه، وهذا الاتفاق بين العسكر والمدنيين لن ينقذ البلاد... مضيفا: "...فذلك مستبعد، لأنه مبني على باطل، ولأنه مستخرج من قوى استعمارية متصارعة توافقت مؤقتا، ولأنه موقع بين أطراف عميلة لا يهمها إلا الكراسي والمناصب والحفاظ على مكتسباتها المالية وكسب المزيد من المال، فلا يهمها أمر البلاد والعباد ولا نهضتها وتحررها من ربقة الاستعمار ومن قبضة المستعمرين، ولا هي تعرف أصلا طريقا للنهضة، ولأنها تعمل لجهات استعمارية تعمل على إحكام نفوذها في البلاد فكريا وسياسياً، ولأن هذه الجهات الاستعمارية وخاصة أمريكا وبريطانيا متصارعة على بسط النفوذ في السودان.

 

فالتدخل الأجنبي ظاهر للجميع حيث كان الأجانب موجودين عند توقيعه في القصر الجمهوري، بل الذي صاغ الاتفاق هو أجنبي، وهو مبعوث الأمم المتحدة بإشراف مباشر من الأمريكان والإنجليز طرفي الصراع الدولي في السودان باسم الرباعية وباسم الترويكا. فالرباعية هي أمريكا ومعها عميلتها السعودية، وبريطانيا ومعها عميلتها الإمارات، فأمريكا تستخدم السعودية للتأثير على الأطراف المحلية ودفع الرشى، وكذلك بريطانيا تستخدم الإمارات لمثل ذلك لحسابها. والترويكا هي أمريكا وبريطانيا ومعهما النرويج كطرف أوروبي لا تأثير له إلا عند اللزوم وإجراء محادثات سرية كثيرا ما تجري هناك في عاصمتها أوسلو المشهورة بطبخ الاتفاقات السرية قبل الإخراج. فأمريكا تهدد من يفشل الاتفاق بالعقوبات، وبريطانيا تحذر من النتائج الوخيمة إذا فشل الاتفاق.

 

فهو اتفاق مؤقت بين الطرفين، ربما يكون بمثابة استراحة محارب، ومن ثم يستأنف الصراع حتى يتمكن طرف من الانتصار على الآخر. وإذا انتصر طرف على الآخر فلن يستسلم هذا الطرف فإنه سيختلق مشاكل في البلاد في شرقها وغربها وفي شمالها وجنوبها وفي قلبها في العاصمة، لأن لديه أدواته العملاء. فإن لم تُطهَّر منهم البلاد فلن تهدأ الأوضاع ولن يرى الناس بصيص أمل ولن يذوقوا الحياة الكريمة الطيبة، وسيخسرون سعادة الدارين، بل الواجب على كل صادق مخلص أن يغذ السير جاداً مجتهداً مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» أخرجه أحمد، والطيالسي".

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم مشرف

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالأحد, 18 كانون الأول/ديسمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع