- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تحديث ورقة اليابان في استراتيجية واشنطن باحتواء الصين
الخبر:
أعلنت اليابان، اليوم الجمعة، عن تحول تاريخي في استراتيجيتها الأمنية، مع خطط لتعبئة ضخمة رداً على تزايد مطامع الصين وكوريا الشمالية في المنطقة.
وتمثل الاستراتيجية الأمنية المنقحة، التي تم نشرها في وثيقة أعدتها الحكومة اليابانية برئاسة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، خروجاً صريحاً عن العقيدة الأمنية السلمية لليابان بعد الحرب.
التعليق:
أولا: المحلل السياسي الأمريكي هال براندز قال في تحليل نشرته وكالة بلومبيرغ "إن زيارته الأخيرة لليابان كشفت له عن ثورة في التفكير الاستراتيجي لليابان". وأشار إلى أن "ممارسات الصين في منطقة شرق آسيا دفعت اليابان إلى السعي لكي تكون قادرة على مواجهة أكبر دولة من حيث عدد السكان وإحدى أكبر القوى العسكرية في العالم". وفي خبر ذكرته وكالة الأنباء الالمانية "إذا كانت الصين بالنسبة للولايات المتحدة تشكل خطرا بعيدا، فإنها بالنسبة لليابان تمثل خطرا وجوديا على أعتاب بابها"، وخلال الشهر نفسه أظهر استطلاع للرأي أن حوالي 90% من اليابانيين يعتقدون أنه ينبغي على بلادهم الاستعداد لمواجهة احتمال قيام الصين بغزو تايوان. وقد سبق وحذر رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في حزيران/يونيو الماضي من أن "أوكرانيا اليوم وقد يكون شرق آسيا غدا".
ثانيا: مما ينبغي ذكره مدى الخوف وخطورة الورقة اليابانية في سياسة الاحتواء ضد الصين ليس فقط كونها ورقة قوية وستعمل أمريكا على فك القيود التي تعيق تقدم هذه الاستراتيجية وزيارة قوة اليابان، ولكن سأذكر هنا جزءاً من الذاكرة الصينية إبان احتلال اليابان للصين حيث عرف "الاحتلال الياباني للصين فظائع لم يفارق بعضها الذاكرة الصينية حتى اليوم، فكانوا يقدمون على قتل السجناء، واستخدموا الصينيين كفئران تجارب لأسلحتهم البيولوجية أو الكيماوية، وكان شعارهم اقتلوهم جميعاً، اسلبوهم جميعاً، دمروهم جميعاً، وتعد أشهر الانتهاكات اليابانية بحق أبناء الصين ما عرف بمذبحة نانجنج جنوبي الصين، حيث قام جنود الجيش الياباني وعلى مدى أسابيع بالتنكيل بالسكان، فكانوا يدفنون بعضهم أحياءً، أو يقتلونهم حرقاً، أو رمياً بالرصاص، كما ارتكبت عمليات اغتصاب واسعة بحق النساء اللاتي أخذ بعضهم بغرض الاستعباد الجنسي، وقد راح ضحية تلك المذبحة ما يقارب 300 ألف شخص وفق بعض التقديرات، وإجمالاً، يقدر البعض عدد الضحايا الصينيين جراء الحرب الثانية مع اليابان بنحو 10–20 مليون شخص أغلبهم من المدنيين".
ثالثا: إن استراتيجية احتواء الصين كعدو استراتيجي محتمل تتعامل معه أمريكا من خلال مفهوم القوة الشامل أي القوة الذكية بكل أنواع القوة وهي لا تمنع من بعض العلاقات التجارية مع الخصم مع فتح باب العقوبات التجارية واستخدامه بشكل يتفق مع سياسية الاحتواء مع بناء التحالفات العسكرية مع دول الإقليم وضم المحيط الهندي إلى الهادي والوجود العسكري الكبير للقوات الأمريكية في بحر الصين، ومن خلال التحالفات الاقتصادية مع دول الجوار والعلاقات والتكتلات التي خرج منها ترامب تاركا فراغا في دول الإقليم استغلته الصين لمصلحتها آنذاك فما كان من إدارة بايدن إلا إعادة توظيف الوجود الأمريكي في جميع التكتلات الاقتصادية مع دول الجوار مجتمعة أو منفردة، وتحديث القوة العسكرية الأمريكية ورفع دول الجوار من زيادة الإنفاق العسكري والتعاون مع أمريكا وبناء القواعد العسكرية، كل هذا يعني عودة أمريكا لمفهوم القوة الذكية التي لا تعود على الأهداف بالإبطال أو الإعاقة.
فلا تهدئة مع عدو محتمل وإنما سياسة الاحتواء من خلال مفهوم القوة الشامل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن محمد حمدان