- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أهل السودان لا يثقون في وكلاء الاستعمار
الخبر:
وصف رئيس بعثة اليونيتامس وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، فولكر بيرتس، الاتفاق الإطاري بالخطوة الأولى والهامة نحو اتفاق نهائي وصولاً لترتيبات دستورية لفترة انتقالية جديدة. وقال في مقابلة مع قناة الحرة إن الشارع لا يثق في الممثلين الذين وقعوا الاتفاقية، داعياً الموقعين على الاتفاقية لإثبات أنها ستؤدي إلى انتقال حقيقي وحكومة مدنية. (نبض السودان، 26 كانون الأول/ديسمبر 2022م).
التعليق:
إن الغرب الكافر يستمر في هيكلة تلك المنظومة الاستعمارية التي أسسها في بلاد المسلمين على أنقاض الخلافة، هذه المنظومه القطرية، الغريبة عن بلاد المسلمين، لا تمثل إلا الاستعمار الغربي الرأسمالي، وقد أقام الغرب هذه الدويلات الوطنية، وها هو يحقنها بجرعات الإنعاش بتصميم مثل هذه الاتفاقيات، فقد انكشفت عورة الدولة القُطرية وتمردت عليها الشعوب وتهاوت عروش الطغاة، وترنح الملك الجبري الآثم، فعاد الغرب بأمثال فولكر، وغودفري وغيرهما، ليحولوا دون سقوط منظومته الاستعمارية الفاسدة.
كيف يثق الناس بمن وقع على اتفاقكم هذا الذي صممتموه وفرضتموه على الموقعين فرضا؟! ولتعلم يا مندوب الاستعمار أنّ كل الاتفاقيات والمعاهدات هي تحت أقدام الأمة الإسلامية، وأي اتفاق أو وثائق توقع للحكم الاستعماري مع العملاء لا تعني الأمة الإسلامية بشيء، ولن تمضي إلا أيام وتنقلب عليها الأمة. فالاتفاق الإطاري وغيره من الاتفاقيات التي وقع عليها أتباع الغرب كمن يقيم سلاماً مع نفسه أو كالذي يصافح سيده أو وكيل سيده والأمة منهم براء.
كيف يثق المسلمون بوكلاء الاستعمار وهم يرون ما يجري في بلادهم من قتل وتشريد، وتنكيلٍ، واضطهاد وتهجير، وتجويع للنساء والأطفال والأبرياء في كل مكان من السودان، والعملاء المأجورون يعيشون في أبهة ولا يُحرّكون ساكناً، أبناؤهم يتعلمون في مدارس وجامعات الغرب المستعمر، وأبناء المسلمين يموتون جوعا وحربا وهما وغماً؟!
إن أهل السودان مسلمون، ويتشوقون لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ويفدونها بالغالي والنفيس، ويكرهون الكفر وأهله من الحكام والعملاء والمرتزقة، وهم يعلمون أن هذا الاتفاق الإطاري بأحكامه الوضعية تجلب غضب الله سبحانه، وأهل السودان كذلك يمقتون من يدعون إلى إقصاء الدين عن الحكم، وعن السياسة، وعن الحياة، وهم في أغلبيتهم الساحقة لا يثقون بحكامهم ويعتبرونهم مجرد أدوات رخيصة بيد الكافر المستعمر، وقد انكشف حتى علماء بلاط الحكام فانصرف الناس عن تحريفهم للإسلام، بجعل هؤلاء الرويبضات ولاة أمر، والناس تعتبر هؤلاء العلماء مجرد أبواق للحكام الطغاة.
إنّ أهل السودان يدركون ذلك كلّه يقينا ويعتبرونه من المُسلّمات البديهية، وكم أقاموا من ثورة بطشت بالعملاء وأزالتهم من سدة الحكم. فنحن ندعوهم للعمل مع المخلصين العاملين لاستعادة سلطان الأمة المنهوب. وأعلم أنهم لا يخشون الاستعمار وأدواته، فقد استجابوا مرارا لنداء التغيير بكل جرأة وإقدام، وتجاوبوا مع النداءات التي تدعو للإسلام تجاوباً عظيما، فأثبتوا بذلك أنّ فيهم بذرة الخير حية، ولديهم الاستعداد للتضحية والموت في سبيل الإسلام، وأظهروا قدراتهم العجيبة للسير مع عجلة التغيير، وكانوا بذلك جديرين بحمل لواء الإسلام متى سنحت لهم الفرصة، وتهيّأت لهم الظروف، وبإذن الله يمكن أن يكونوا أنصار الخلافة في القرن الحادي والعشرين.
وليعلم الغرب قاطبة بأنهم مهما بذلوا من جهود لتمكين العملاء فهي جهود عبثية، ولن تنفعهم في شيء، ولن تجلب لهم إلا الفشل والحسرة، فمهما جمعوا من أبناء المسلمين من يؤيدون تلك المساعي والجهود، فأولئك سقط متاع ولا يمثلون الأمة، وستبقى تلك الاتفاقيات في نظر الأمة باطلة، ويبقى الغرب الكافر عدواً مبينا كما وصفه الله تعالى في محكم التنزيل يلزم اجتثاثه، واجتثاث عملائه من بلادنا، واستئناف حكم الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وإنه لكائن بإذن الله، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان