- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
منع النساء من التعليم الثانوي والجامعي لا يقره الإسلام
الخبر:
نقلت بعض وسائل الإعلام عن وزير التعليم الأفغاني حظر دخول النساء الجامعات في أفغانستان، وكانت الفتيات قد منعن من متابعة دراستهن الثانوية منذ عودة طالبان إلى حكم أفغانستان العام الماضي.
التعليق:
طالبان حركة إسلامية تصيب وتخطئ، والمجتمع الدولي يضغط عليها لإبعادها عن الإسلام، وقد خضعت له في بعض القرارات، وكونها تحكم أفغانستان فمن الطبيعي أن تكون تحت المجهر ونبين أخطاءها، خاصة وأن الحاقدين ينسبون أخطاء وانحراف أي حركة إسلامية إلى الإسلام نفسه. وكذلك حكم النصيحة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يفرض علينا وعلى الأمة بيان الأخطاء والانحرافات لا سيما من كانوا في السلطة.
إن حركة طالبان حجمت نفسها في حدود ضيقة في أفغانستان واعترفت بالأمم المتحدة وطالبت أن تكون عضوا فيها بالإضافة إلى تبادل السفراء مع أدوات الاستعمار كبعض الأنظمة في بلاد العالم الإسلامي، أو تطمينها لروسيا والصين التي تفني الإيغور وتمنع المسلمين من القيام بأحكام الإسلام حتى العبادات، واليوم تمنع النساء في أفغانستان من التعلم في الثانويات والجامعات بحجج واهية، وما ذكر لا يمت إلى الإسلام بصلة.
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، والله سبحانه وتعالى خاطب الناس وكلفهم بالإيمان والأحكام، رجالا ونساء، ولم يفرق بينهما إلا فيما تقتضيه طبيعة كل منهما كأحكام الجهاد والجمعة والجماعات والحمل والرضاعة والحضانة، بينما في معظم الأحكام فإن التكليف لهما معا ومنه التعلم والتعليم، وإن كان الإسلام جعل الأصل في المرأة أن تكون أماً وربة منزل، لكن لها حق التعلم والعمل ضمن ما حدده الشرع من أحكام.
قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ فالذين آمنوا رجالا ونساء، ويرفع الله أهل العلم سواء أكانوا رجالا أو نساء، فلا يحق لحركة طالبان منع النساء من التعلم، وكونها حركة حاكمة فعليها أن تؤمّن سائر الظروف لتوفير التعلم والتعليم لهن وفق ما أمر الله، والإسلام جعل للمرأة حقوقا يحرم منعها منها، ومنها التعلم والتعليم.
ونذكّر سلطة طالبان بوجوب الأخذ بالإسلام كله وتوسيع نظرتهم إلى أمة الإسلام في الدول المجاورة لهم بل وكل العالم، ونمد أيدينا لهم في السعي لإقامة دولة جامعة للمسلمين، تحكم الأرض بعدل الله.
وإن دولة الإسلام القادمة التي وعدنا فيها رب العزة سبحانه وبشرنا بها رسولنا محمد ﷺ ستحكم بالإسلام كما هو بعيدا عن الجاهليات كالتأثر بالقبلية أو القومية أو الوطنية أو الدول الكبرى أو المنظمات الدولية، ولن تكون رهينة لأحد، وستمكن المرأة من التعليم والعمل وكل ما لها من حقوق.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان