- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أردوغان يضع نقطة النهاية بضوء من أمريكا في الملف السوري
الخبر:
أعلنت كل من موسكو وأنقره أن وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات لكل من روسيا وتركيا وسوريا، أجروا محادثات في موسكو يوم الأربعاء حيث تم بحث سبل حل الأزمة السورية وقضايا أخرى تهم المنطقة. (الجزيرة نت)
التعليق:
تم هذا الاجتماع على خلفية طلب أردوغان في منتصف الشهر المنصرم، تأسيس آلية ثلاثية مع سوريا، لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق، باجتماع أجهزة مخابرات الدول الثلاث أولاً، يتبعه لقاء على مستوى وزراء الدفاع ثم الخارجية، ثم قمة على مستوى القادة، وطبعا هذا الطلب هو بعد الضوء الأخضر الأمريكي للتوجه نحو حل الأوضاع للوصول إلى بدء إنهاء الملف السوري، وذلك بعد أحداث عدة سبقته، حيث نفذ أردوغان مخططه بضرب مخازن قوات سوريا الديمقراطية، وإجبارها على الارتماء بحضن النظام.
وأيضا نجد أن النظام السوري متمثلاً بالعصابات التي يمثلها ماهر الأسد تمكنهم من تفريغ البنك المركزي من الرصيد والعملات والذهب ليترك الساحة الاقتصادية في أسوأ حالة ممكنة، ما سوف يساهم في دفع الشعب السوري إلى القبول بأي حل يطرح عليه، ومن جهة أخرى يوصل أردوغان إلى خطة تساهم في دعمه بالانتخابات القادمة، وهي حل المسألة السورية، ما يؤدي إلى دفع مسألة اللاجئين في تركيا إلى مصافي الحل، بترحيلهم مع أنهم ليسوا أكبر جالية لاجئة في تركيا، ولكن لكسب غضب الشارع التركي، ما قد يساهم بنصر يضاف إلى سجل أردوغان.
ومن ناحية أخرى نجد أن الملف الروسي مع أوكرانيا بدأ يأخذ منحى جديداً، ما يدفع أمريكا نحو الحل بإخراج القوى الأجنبية، وخاصة الروسية من سوريا، وعليه فإن المخطط الأمريكي لسوريا في عام 2023 يتجه نحو الحل الذي هي تراه مناسبا لمخططاتها، فهي تسعى إلى إخراج القوى الأجنبية، وفي الوقت نفسه حل الفصائل وأولها هيئة تحرير الشام، وسحب السلاح الثقيل، وإصدار قانون جديد تصادق عليه الأمم المتحدة، ثم التصويت لقبوله من الشعب السوري ويكون بقاء ورحيل آل الأسد مرهوناً بالتنازلات التي سوف يتم الحصول عليها.
هذا كله نتاج عدم الوعي السياسي لثورة سوريا الذي أخذ بها إلى هذه النهايات، ناهيك عن الخيانة والفصائلية التي تتغذى على المال السياسي القذر، والهدن التي لا تعبر إلا عن رغبة الراعي المالي الذي كان وما زال هو عدو الثورة مهما كانت صفته أو اسمه.
أيها المسلمون في سوريا: إن الوقت ما زال فيه رمق إذا ما عدلنا بوصلة العمل، وتوجيه هذا العمل بالوعي السياسي، وأن تعلم الحاضنة الشعبية أن القرار هو لها لو علمت بأنها هي صاحبة السلطة.
أيها المسلمون عامة: إن التحرر الحقيقي لأي شعب من الشعوب يجب أن يبدأ فكرياً على أساس معين، ويجب أن يبتعد عن أدوات الاستعمار وعملائه السياسيين؛ سواء أكان ذلك من المفكرين الذين يعيشون في بلاد الغرب، أو من الدول العميلة المخادعة مثل تركيا.
إن المنقذ الحقيقي للبشرية هو فقط الإسلام وهذا ما لا يريده قادة تركيا ومن ورائهم الغرب، وإن من يسعى لهذا الطريق السليم والصحيح في سوريا وغيرها هو حزب واحد فقط هو حزب التحرير الذي نادى وما زال ينادي، وحذّر وما زال يحذر، وضحّى ولا زال يضحي، ونصح وما زال ينصح من أجل إقامة الدولة الإسلامية وإعادة الأمة إلى مجدها وعزها ومكانتها التي كانت والتي أرادها لها مولاها عز وجل. وها هي الفرصة أمامكم للعمل معهم.
فإننا ندعو كل أهل القوة إلى تغيير واقع المنطقة إلى ما يرضي الله ورسوله، وإقامة الدولة الإسلامية المستندة إلى دينكم الذي هو عصمة أمركم وطريقة هدايتكم ورشادكم، وأن تستجيبوا لقول ربكم عز وجل الذي يناديكم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي