- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الغاية من نقل الغاز الطبيعي التركماني إلى أوروبا عبر تركيا
(مترجم)
الخبر:
في 14 كانون الأول/ديسمبر 2022، التقى الرئيس أردوغان بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس تركمانستان سيردار بيردي محمدوف في القمة الأولى لرؤساء دول تركيا وأذربيجان وتركمانستان، المنعقدة في منطقة أفازا في تركمانستان. ووقعت مذكرة تفاهم بشأن زيادة تطوير التعاون في مجال الطاقة بين الدول الثلاث لنقل الغاز التركماني إلى تركيا وأوروبا. (وكالات).
التعليق:
تركمانستان، التي تتمتع بصفة مراقب في منظمة الدول التركية، هي من بين موردي الغاز المهمين في العالم، ولديها احتياطيات مؤكدة من الغاز تبلغ حوالي 13.6 تريليون متر مكعب.
وبينما أنتجت تركمانستان 79.3 مليار متر مكعب من الغاز عام 2021، فقد استخدمت 36.7 مليار متر مكعب منه. وصدرت 31.5 مليار متر مكعب إلى الصين و10.5 مليار متر مكعب إلى روسيا، كما أنها تصدر الغاز إلى إيران.
وفقاً للاتفاقية الموقعة بين تركيا وأذربيجان وتركمانستان، من المقرر نقل الغاز الطبيعي التركماني إلى أوروبا من خلال ربطه بممر الغاز الجنوبي عن طريق خطوط الأنابيب عبر بحر قزوين.
إن الهدف من ممر الغاز الجنوبي هو زيادة وتنويع إمدادات الطاقة الأوروبية من خلال توصيل موارد الغاز في بحر قزوين إلى الأسواق في أوروبا. يتكون ممر الغاز الجنوبي من خط أنابيب جنوب القوقاز، وخط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول، وخط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي. وتهدف إلى إيصال الغاز الطبيعي المستخرج من حقل شاه دنيز الأذري في بحر قزوين إلى إيطاليا عبر أذربيجان وتبليسي وتركيا واليونان.
في تركيا، يوجد حالياً خط أنابيب الغاز الطبيعي؛ السيل الأزرق والسيل التركي اللذان ينقلان الغاز من روسيا، وخط أنابيب الغاز الطبيعي الإيراني وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي العابرة للأناضول التي تنقل الغاز من أذربيجان. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقل الغاز الطبيعي التركماني والغاز الطبيعي في حقل ليفياثان في البحر الأبيض المتوسط الذي يسيطر عليه كيان يهود إلى أوروبا عبر تركيا هو على جدول الأعمال.
بعد قرارات العقوبات التي اتخذتها الولايات المتحدة وأوروبا ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، ظهرت أزمة طاقة خطيرة في أوروبا ولم يتم حلها بعد.
مع الحرب الروسية الأوكرانية، كانت الولايات المتحدة تهدف إلى إضعاف روسيا، وتقليص مكانتها في المجال الدولي، والإضرار بعلاقاتها مع الصين، وزيادة اعتماد أوروبا من خلال إلزام أوروبا التي تعتمد على نفسها من الناحية الأمنية، لنفسها من حيث الطاقة.
في هذا السياق، أرادت أمريكا تحويل تركيا إلى قاعدة طاقة ضد أوروبا من خلال توفير الغاز الطبيعي الذي تحتاجه أوروبا عبر تركيا.
من أجل تعويض الخسائر التي تكبدتها اقتصادياً بسبب الحرب الأوكرانية، أثارت روسيا مسألة بيع الغاز إلى أوروبا عبر تركيا، بل وأعلنت أنها تريد أن تجعل تركيا مركزاً للغاز الطبيعي يحدد أسعار الطاقة.
نتيجة لذلك، منعت أمريكا إمداد روسيا المباشر بالغاز الطبيعي إلى أوروبا، وتسببت في أزمة طاقة في أوروبا، وأفسحت المجال لتركيا لتزويد أوروبا باحتياجاتها من الغاز وخلق التبعية في هذا الصدد.
إلى جانب الغاز الطبيعي الروسي الذي منعته مع الحرب الأوكرانية، أرادت ربط أوروبا بها من حيث الطاقة عبر تركيا بالغاز الطبيعي لأذربيجان وتركمانستان، إذا جاز التعبير، فقد أصابت العديد من الأهداف بسهم واحد.
بالإضافة إلى ذلك، من خلال زيادة نفوذ تركيا على منظمة الدول التركية، تهدف الولايات المتحدة إلى تقليل النفوذ الروسي على منظمة الدول التركية وزيادة نفوذها هي، وبالتالي زيادة نفوذها في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى، حيث تقع أذربيجان وتركمانستان وأوزبيكستان وقرغيزستان وكازاخستان.
يجب النظر في اتفاقية الغاز الطبيعي بين تركيا وأذربيجان وتركمانستان في هذا الإطار.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمزي عُزير – ولاية تركيا