السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المسلمون الأبرياء الفارّون من اضطهاد الحكام يتم استخدامهم كورقة في الانتخابات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المسلمون الأبرياء الفارّون من اضطهاد الحكام يتم استخدامهم كورقة في الانتخابات

 

 

الخبر:

 

أفادت مديرية إدارة الهجرة بوزارة الداخلية التركية، عن ترحيل 124 ألفاً و441 مهاجراً العام الماضي كانوا قد دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية، وعاد 58 ألفاً و758 سورياً طواعية إلى المناطق الآمنة التي أُقيمت لهذا الغرض في شمال سوريا. (آخر دقيقة، 2023/01/03م)

 

التعليق:

 

آلاف اللاجئين، الذين خاطروا بحياتهم وعبروا الجبال، وخاطروا بحياتهم أمام الأسلاك الشائكة المبنية على الحدود الاستعمارية المصطنعة لسايكس بيكو، والذين لجأوا إلى بلد يُفترض أنه آمن، هاربين من الاضطهاد في بلادهم، أو الذين كانوا يأملون في تحقيق حياة كريمة من خلال الهروب من المشاكل الاقتصادية في بلادهم الأصلية، فإذا هم يدخلون أجواء الانتخابات في تركيا، ويتحولون إلى مادةٍ انتخابية للحكام المنتفعين والانتهازيين. وفي هذا السياق فإن المهاجرين السوريين "غير الشرعيين" الذين تركوا منازلهم وأحباءهم وبلدانهم للبقاء على قيد الحياة، ولتجنب التعذيب والمعاملة غير الإنسانية، تتم إعادتهم إلى جحيم الطاغية الجزار الأسد، وذلك لغرض تحقيق أهداف انتخابية للعلمانيين والقوميين.

 

إن حكام تركيا عديمي الدراية الذين يحكمون البلاد بعقلية "لا توجد خصومات في السياسة"، ولكي يحصلوا على بضعة أصوات انتخابية فإنهم يتجرؤون أن يعيدوا المسلمين الأبرياء والمضطهدين الذين هم أحد مكونات البلاد إلى بلادهم التي تحولت إلى جحيم لا يطاق، ويتجرؤون كذلك على تطبيع العلاقات مع سفاح الشام الذي كان بالأمس "الأخ العزيز"! إن ضعف وهوان الحكام الخونة الذين لا ينظرون من منظار المبدأ الإسلامي والذين يتبعون سياسة المد والجزر بما يتماشى مع الظروف والمصالح أو توجيهات أسيادهم، واضح وجلي في كل أعمالهم وتصرفاتهم. إنهم حقيقة يتبعون باستمرار سياسة تشبه الحرباء، وهذا هو أكبر مؤشر واضح على ضعفهم.

 

جاء هذا البيان الصادر عن وزارة الداخلية واجتماع نظام أردوغان مع نظام الأسد المستبد في روسيا بوساطة من نظام بوتين المحتل، وكذلك الإعلان عن احتمال وجود لقاء بين كبار القادة في المستقبل، ليكون شريان الحياة بالنسبة لهم، سيما وأن نظام أردوغان فقد شعبيته بسبب الأزمة الاقتصادية وهو في وضع حرج للغاية في الداخل، بينما المعارضة تعمل على سحب ورقة الهجرة من يد الحكومة للمراهنة عليها في الانتخابات. إنه أمر غير إنساني فضلا عن أنه غير إسلامي إلقاء اللاجئين السوريين، الذين أُطلق عليهم ذات مرة بأنهم المهاجرون ومن استقبلهم أنهم الأنصار، في أحضان الجلاد من أجل الحصول على بضعة أصوات انتخابية، أو لإرضاء الحليف القومي في الانتخابات، أو استخدامهم كورقة ضغط سياسي لابتزاز أوروبا من أجل الحصول على المال. ولكن الشيء الوحيد الذي تفكر فيه هذه الأنظمة العلمانية الرأسمالية القائمة في البلاد الإسلامية، والتي لم تأخذ حظها من الإنسانية، هو البقاء في السلطة وحماية كراسيها بأي ثمن ولا تتورع عن فعل أي شيء طالما أنه يؤدي إلى الحصول على أصوات.

 

إن هذه البلاد هي بلاد كل المسلمين وليست أرضاً مقتطعة لهذا الحاكم أو ذاك، لذلك لا يحق لأي حاكم أو حزب طرد المسلمين من بلادهم التي هم المكون الأساسي فيها. إن مهمة الحكام هي رعاية شؤون الناس بالإحسان، وحماية حياتهم وممتلكاتهم، وليس تعريضهم للخطر.

 

إن طرد الحكام للمسلمين وإبعادهم عن أراضيهم وترحيلهم قسراً ينافي الإسلام الذي يدّعون أنهم يؤمنون به بينما نجد نجاشي الحبشة يؤوي المهاجرين الذين فروا إليه من ظلم قريش واضطهادها بل ويرفض تسليمهم لها وهو على كفره، إذ إن مخالفتهم لدينه لم تحُلْ دون حمايته لهم. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ» رواه البخاري ومسلم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

 

آخر تعديل علىالجمعة, 06 كانون الثاني/يناير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع