- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إرث بايدن - قانون حماية زواج الشواذ
(مترجم)
الخبر:
وقّع جو بايدن على قانون احترام الزواج. وأيّد ممثلو كلا الطرفين في مجلس الشيوخ مشروع قانون حماية حقّ شعب البلاد في الدخول في زواج المثليين، وفقاً للمادة "الرئيس الأمريكي يوقّع قانون حماية الزواج من نفس الجنس". (دي دبليو)
التعليق:
استبدل قانون احترام الزواج هذا بقانون حماية الزواج، الذي أنشأ الزواجَ كاتحاد بين رجل وامرأة، ، وأعلن بايدن أن "أمريكا تقوم بأشياء مهمة من أجل المساواة والحرية والعدالة، ليس فقط للبعض، ولكن من أجل الكل". من خلالها يمكن فهم أن المساواة والعدالة والحرية لا تزال غير متوفرة لجميع الشعب الأمريكي. وهذا صحيح، على سبيل المثال، التمييز المستمر ضدّ أهل البلاد الأصليين.
تمّ اعتبار الزيجات بين الأعراق بين السود والبيض في أمريكا لقرون عدة، ليس غير مقبول فحسب، بل جريمة. وبعد المساواة الرسمية في الحقوق، لم يعد إدخال ما يسمى بالأمريكيين الأفارقة الذين يتزوجون أمريكيين من أصل أوروبي يُصنف على أنه جريمة. ومع ذلك، حتى اليوم، تنظر إليه الأغلبية المحافظة من الأمريكيين البيض على أنه خروج غير طبيعي عن التقاليد.
المواقف تجاه المثلية الجنسية في أمريكا، كما هو الحال في الدول الغربية الأخرى، قد تغيرت اليوم أيضاً. فقد بدأ تحوّل تصوّر المجتمع في أمريكا له، من كونه خطيئة وجريمة واضطرابا عقليا إلى أنه القانون الطبيعي والقاعدة القانونية للحياة، في منتصف القرن العشرين.
كلام بايدن عن خطوة معينة نحو إنشاء دولة ليس أكثر من مكر سياسي. فأساس نشوء وتشكيل الأمة الأمريكية هو دستور الولايات المتحدة.
والله سبحانه وتعالى المذكور في الدستور الأمريكي لا علاقة له به. كل الحقوق والحريات التي تعلنها تأتي من الفكر الرأسمالي، أساسها فكرة فصل الدين عن حياة المجتمع والدولة. يعتبر مفهوم السعادة المذكور في هذا الدستور منسجماً مع فلسفة النفعية التي يتبناها الرأسماليون، والتي بموجبها يتمّ تحديد القيمة الأخلاقية لأي فعل من خلال درجة المنفعة المستمدّة، والسعادة هي الحصول على أقصى قدر من المتعة.
في الوقت نفسه، يعترف دستور الولايات المتحدة بحق الشعب في إلغاء أي حكومة وإنشاء حكومة جديدة، "على أساس مبادئ وأشكال تنظيم السلطة التي في رأيه ستوفر للناس الأمن والسعادة على أفضل وجه" وبما أن رأي الأغلبية، وفقاً للديمقراطية، يؤخذ على أنه إرادة الشعب، فإن الحكومة الديمقراطية بقيادة بايدن تسعى إلى حشد دعمه من أجل الحفاظ على سلطتها. لذلك، فإنه يضرّ بالمساواة بين الزواج من نفس الجنس والزواج بين الأعراق في الحاجة إلى الاعتراف بها واحترامها كحقوق طبيعية للشعب.
مهما كان الأمر، في الواقع، فإن هذه المساواة بين الزواج العادي تماماً، وإن كان بين الأعراق وبين المثلية الجنسية غير الطبيعية، والتي تعتبرها إدارة بايدن خطوة تقدمية، هي تسوية مخزية يجب أن تتصالح معها. أولاً، سيتعين على الأمريكيين أن يحسبوا حساب أسلوب الحياة الخاطئ وغير الأخلاقي للمواطنة السدومية كحقّ مشروع لممارسة الحرية الفردية، التي تنبع من حقوق الإنسان الديمقراطية. ثانياً، إن الحاجة إلى حماية الدولة للزيجات بين الأعراق تشهد على استمرار التحيزات العنصرية والتناقضات العميقة في المجتمع الأمريكي، والتي لا يمكن لمثل هذه المبادرات التشريعية ولا إنتاجات هوليوود باهظة التكاليف التغلب عليها.
لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن المبدأ الرأسمالي يفسد كل ما يمسّه. وبذلك أفسد النظام السياسي وحوّله من الاهتمام بشؤون الشعب إلى غش ورعاية للجرائم، وحوّل النظام الاقتصادي من نظام للتصرف العادل في الثروة التي منحها الله تعالى إلى وسيلة للسطو والظلم. أيضاً، في المجال الاجتماعي، بدلاً من الحفاظ على النقاء الأخلاقي والكرامة الإنسانية، تنغمس الرأسمالية في الرذائل والانحرافات المنحطة، ما يفسد الأفراد والمجتمعات بأكملها.
هو فقط الإسلام، الذي أنزله الخالق رحمة وهدى لمخلوقاته، يصلح لحل أي من مشاكلهم، بغض النظر عن الاختلاف العرقي والعصر والمنطقة التي يقيمون فيها.
قال الله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى أمين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا