- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
«دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»
الخبر:
دان نواب مجلس الشعب (البرلمان) الإيراني، اليوم الأحد، تصريحات لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وزعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، لاستخدامهما مصطلح "الخليج العربي".
وقد أشار النائب الإيراني، ولي الله بياتي، إلى أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، ورئيس وزراء هذا البلد، اللذان استخدما في "إجراء عجيب مفردة الخليج العربي المزيفة بدلا من تسميته الأصلية الخليج الفارسي، الذي كان بهذا الاسم على مر الدهور والعصور وسيبقى إلى الأبد". وشدد بياتي على أن العلاقات بين إيران والعراق تمتد جذورها إلى التاريخ، موضحا أن الشعب العراقي غير راض عن إطلاق مثل هذه المفردات.
وفي المقابل "رد التيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، مساء اليوم الأحد، على مطالبة البرلمان الإيراني زعيم التيار بالاعتذار بعد تغريدته بشأن مفردة "الخليج العربي".
وقال القيادي في التيار عصام حسين، لوكالة شفق نيوز، إن "عملية المطالبة بالاعتذار تتم من ناحية الإساءة، أي هناك شخص أساء لدولة فتكون هناك مطالبة بالاعتذار عن هذه الإساءة"، مبينا أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، "يغرد بما يخص بطولة الخليج والتغريدة تخلو من أي إساءة ولم يغرد بما يخص الخرائط الدولية أو التسميات بشأن البحار وغيرها من القضايا الدولية، وهو قد قال الخليج العربي، فكل البلدان المشاركة بهذه البطولة هم عرب فقط". (شفق نيوز)
التعليق:
مما يجب أن يلفت إليه النظر، هو أن إيران ومنذ قيام ثورة الخميني عام 1979م وإعلانه أنها جمهورية إسلامية، لكنها في حقيقة الأمر دولة قومية، فقد اشترطت أن يكون الرئيس من أبوين إيرانيين، وجميع أعمالها السياسية وسياستها الخارجية تقوم على هذا الأساس، ولكنها اتخذت الدين غطاء لدغدغة مشاعر المسلمين، وخاصة الشيعة منهم، وقد استغلتهم في حروبها الطائفية في العراق وسوريا واليمن.
والتصريح أعلاه يؤكد مدى الضحالة الفكرية وتمسكها بالقومية الفارسية، وإلصاقها بالشعبيين الإيراني والعراقي، مع أنهما أبعد ما يكونان عن هكذا تفاهة.
فأين النظام الإيراني الذي يدعي الإسلام من قول الرسول الكريم ﷺ: «إِذَا الرَّجُلُ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ، وَلَا تَكْنُوا»؟! ومن قوله عليه الصلاة والسلام: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»؟!
أيها المسلمون: لا يمكن للقومية أن تجمع شتاتكم، بل على العكس لقد كانت من أهم المعاول التي استخدمتها بريطانيا في تمزيق دولة الخلافة، عندما نادى الترك بتركيّتهم، والعرب بعربيّتهم، وأقامت أحزابا على هذا الأساس، كحزب الاتحاد والترقي، والثورة العربية بقيادة الشريف حسين، فلا القومية ترفعكم، ولا الوطنية تنقذكم، ولا عز لكم إلا بشريعة ربكم، فهي بلسم جراحكم، وفيها تذوب القومية، قال عليه الصلاة والسلام: «أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى» رواه أحمد، فلم يشهد العرب وغيرهم من الشعوب المستضعفة العزة إلا بالإسلام، بعد أن انصهرت جميع القوميات في بوتقته، وحملوه دعوة للعالم، أنارت الدنيا بعدله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مازن الدباغ