- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمير البريطاني هاري يمثل بشكل مثالي النخبة القاتلة والاستعمارية للغرب
(مترجم)
الخبر:
في 5 كانون الثاني/يناير 2023، ذكرت العديد من وسائل الإعلام أن الأمير البريطاني هاري، نجل الملك تشارلز الثالث، كتب في سيرته الذاتية القادمة أنه قتل شخصياً 25 شخصاً أثناء خدمته كطيار هليكوبتر ومدفعي مع الجيش البريطاني في أفغانستان.
التعليق:
في الوقت الذي يُقال فيه عن الأمير هاري بأنه لا يخجل من قتل 25 مسلماً في أفغانستان أثناء الاحتلال، وقد أثارت ردود فعل غاضبة فعلاً في النقاش العام، إلاّ أن هناك جوانب عدّة في هذه القضية تستحق التعليق:
بينما يُصرّ هاري والجنود الغربيون الآخرون، الذين شاركوا في احتلال أفغانستان والعراق، على أنهم قتلوا "الإرهابيين"، تظلّ الحقيقة أن قوات الاحتلال الغربية هي التي أرهبت السكان المدنيين بشكل لا مثيل له، وتسببت في دمار ومعاناة إنسانية لا حدّ لهما في بلاد المسلمين وأماكن أخرى.
لم تكن هناك قيم نبيلة أو نوايا حسنة وراء غزو أفغانستان، بل كانت الحرب على أفغانستان مدفوعة بالمصالح الاستعمارية الغربية والعداء للإسلام والأمة الإسلامية، بقيادة أمريكا وبريطانيا.
أدان الأمير هاري عائلته علانيةً بسبب تحيّزها العنصري ضدّ زوجته. هو نفسه الذي حضر في شبابه حفلاً يرتدي زياً نازياً، مكتملاً بصليب معقوف على ذراعه، والذي تمّ تصويره على شريط فيديو وهو يلقي تعليقاته العنصرية على زملائه العسكريين من خلفيات يُفترض أنها مسلمة. هذا هو النفاق والمعايير المزدوجة للنخبة الغربية. يقتل هاري المدلّل والمتميز عشرات المسلمين (الذين عبر عن مواقف عنصرية متعالية تجاههم) دون ندم أو خجل، في حرب عدوانية مدمّرة على واحدة من أفقر دول العالم، كل ذلك من أجل المصالح المادية والاستراتيجية للدول والقوى الغربية. ثم ينتقل مرةً أخرى بلا خجل إلى عدم التسامح العنصري في عائلته الملكية.
وبالمثل، هناك نمط متكرّر من السلوك الاستعماري المتغطرس القاتل للدول الغربية الكبرى تجاه بقية العالم، وليس أقله البلاد الإسلامية. إنهم يغزون ويدمرون ويستعمرون ويقتلون ويعذبون وينهبون، ثم يطالبون بالاحتفاء بهم كأبطال لحقوق الإنسان. إنهم يساعدون ويدعمون أسوأ الأنظمة الاستبدادية في بلاد المسلمين، ثم يتهمون الشريعة الإسلامية بأنها شمولية وقمعية. إنهم يصرخون من أجل التسامح عندما يكون ذلك مناسباً لمصالحهم، ومع ذلك فهم أكثر الممارسين الخبراء للعنصرية والتمييز المنهجيين.
وهكذا، فإن الأمير البريطاني هاري، في غطرسته الفاضحة ونفاقه، وفي أعماله العدوانية القاسية ضدّ مسلمي أفغانستان، يمثل بشكل مثالي النّخبة الاستعمارية في الغرب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلياس لمرابط