- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل عُمان وسيط حقيقي بين طرفي الصراع في اليمن؟
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم الجمعة 13 كانون الثاني/يناير الجاري خبراً تحت عنوان "الرئيس المشاط يناقش مع وفد سلطنة عمان الجهود المتعلقة بمسار السلام وتبادل وجهات النظر"، قالت فيه: "وفي اللقاء ثمن الرئيس المشاط، جهود الأشقاء في سلطنة عمان ودورهم الإيجابي في تحقيق السلام المشرف الذي يتطلع إليه كافة أبناء الشعب اليمني. وحمل فخامة الرئيس، الوفد العماني، مسؤولية الاهتمام بالملف الإنساني باعتباره الخطوة الأولى لتحقيق السلام. وأبلغ الرئيس المشاط الوفد العماني، نقل تحياته وسلامه لجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان سلطنة عمان الشقيقة وتهنئته له بالذكرى الثالثة لتوليه السلطة".
التعليق:
هذه هي الزيارة الثانية ـ خلال فترة قصيرة - التي يقوم فيها وفد عماني بزيارة للعاصمة صنعاء لحمل رسائل لها من طرفي الصراع الحقيقي على اليمن بريطانيا وأمريكا. فالحوثيون يشكرون للتحالف تنفيذ مخطط أمريكا تثبيتهم كسلطة أمر واقع في صنعاء، ويتوقون لإنهاء الحرب، وصرف الرواتب ورفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة وفتحهما أمام الملاحة الخارجية.
منذ العام 2015م جُعِلَتْ عُمان محطة محايدة لم تشترك في التحالف الذي تقوده الرياض في الحرب على الحوثيين في اليمن، ولم يستطع ذلك التحالف هزيمتهم خلال ثماني سنوات!
مع أن عُمان لا تستطيع أن تكون وسيطاً حقيقياً في الحرب الدائرة في اليمن؛ لضعفها وارتباطها ارتباطاً كلياً ببريطانيا منذ آل بو سعيد الذين ساعدتهم على إنشاء كيان سياسي مستقل عن الخلافة العثمانية عام 1744م، بعد إنهاء الوالي والقوات العثمانية وجودها الأول في اليمن الممتد من 1538 - 1635م.
فقد اختارت بريطانيا عُمان لتكون المحطة الآمنة التي يوجد فيها ضباط المخابرات البريطانيون ونظراؤهم الأمريكيون، ممن يشاركون في توجيه الحرب في اليمن، ويقومون بنقل الرسائل لسياسيي طرفي الصراع في اليمن، وتستطيع أنظمة الرياض وطهران وأبو ظبي استلام الأوامر والتوجيهات علاوة عن الوفد الحوثي المقيم في مسقط على الدوام. فقد استخف طرفا الصراع الدولي الحقيقيان على اليمن، فجعلونا ضمن دائرة التمثيل الداخلي بهم وليس التمثيل الخارجي عبر وزارات خارجياتهم.
لقد هُنَّا على أعدائنا في ظل غياب سلطان المسلمين، ولن تعود عزتنا إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن