- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾
الخبر:
حذر رئيس وزراء يهود بنيامين نتنياهو، مما وصفها دعوات المعارضة لحرب أهلية في كيانهم، بسعيها لتصعيد الاحتجاجات والإضرابات.
وقال نتنياهو خلال جلسة أسبوعية لمجلس الوزراء، إنه قطع وعودا قبل الانتخابات من أجل إجراء إصلاحات في جهاز القضاء، معتبرا أن الخطة التي تسعى الحكومة إلى تنفيذها كانت واضحة للجميع قبل تشكيل الحكومة وأصر على المضي قدما فيها.
التعليق:
أولا: لقد كثرت التعليقات والتصريحات داخل كيان يهود عن عقدة العقد الثامن وعن العقد السياسية والاجتماعية والنفسية، وهذا يدل على مجتمع معقد نفسيا ومريض بعقد متجذرة فيه؛ من عقدة الأمن والخوف على الحياة إلى عقد الشرقي والغربي، فنحن أمام مجتمع متفكك مريض ولا يقبل بعضه بعضا.
فقد حذر وزير حرب يهود السابق بيني جانتس، نتنياهو من اندلاع حرب أهلية في كيانهم، محملا إياه مسؤوليتها. وحذّر رئيسهم من أن كيانه يواجه "أزمة دستورية تاريخية" وقال: "نحن في خضم خلاف عميق يمزق أواصر أمتنا. وهذا التنازع يثير قلقي بشدة". كما حذر رئيس الشاباك من الانقسام على أمن الدولة، وكذلك حذر إيهود باراك، من التهديدات التي تحيط بدولة الاحتلال، وتأثيرها على مستقبل وجودها في المنطقة.
وللمفارقة العجيبة أصبح بن غفير المطرود من الجيش عام 1994 بسبب شذوذه النفسي وزيراً للأمن القومي بصلاحياتٍ موسّعة تُجيز له إطلاق موجة من النشاطات الاستيطانية بتمويل حكومي، وكذلك التحكّم في الجيش ولا سيما في الضفة الغربية وذلك بعدما أصبح حزب "الصهيونية الدينية" الحزب الثالث في الكنيست، والثاني في الائتلاف الفائز بقيادة بنيامين نتنياهو.
ثانيا: أثر المشكلات على العلاقة مع الغرب
نشأ كيان يهود بقرار سياسي من الغرب ويعتبر العلاقة مع الغرب هي سبب وجوده وبقائه مع حلمه بمحاولة الانعتاق من القيود الغربية لأنه كيان نشأ لمصلحة استراتيجية غربية فهو مشروع استعماري غربي وقد ذكرها بايدن بلسانه "أنه لو لم تكن (إسرائيل) موجودة، لكان علينا اختراعها".
لكن هذا الكيان يحاول بعقلية متعجرفة أن يخدمه الجميع دون أن يتنازل عن شيء ونسي أنه مشروع غربي استراتيجي لن يسمح له الغرب أن يتجاوز حدوده التي رسمها له في القضايا الاستراتيجية، فقد حذر تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، الأسبوع الحالي، من الضرر الذي سيلحق بكيان يهود بسبب السياسة التي يتوقع أن تنتهجها الحكومة الجديدة، برئاسة نتنياهو، ودخولها على إثر ذلك في صدام مع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن. وجاء في التقرير أن على الحكومة الجديدة في كيان يهود أن تأخذ بالحسبان أن مواجهة مع الإدارة الأمريكية ستلحق ضررا بقدرتها على إجراء حوار استراتيجي معها. وليست أمريكا الراعية له فقط بل حتى الدول الأوروبية التي باتت على قناعة مفادها أن وجود هذا الكيان أصبح عبئا فهو لا يتقبل جميع الحلول الدولية ويرى في نفسه القدرة على أخذ زمام تثبيت أحلام المتطرفين في ظل انشغال أمريكا والعالم بالحرب الروسية الأوكرانية.
ثالثا: إن هذا الكيان المسخ توجد فيه كل مقومات الموت الذاتي من خلال العقد الداخلية ونظرة بعضهم لبعض ومن خلال العلاقة مع الحبل السري الذي يمده بالحياة، فهو يخاطر بالدخول في قضايا معقدة وكبيرة ليست له.
فهل حانت نهايته من خلال عقدة العقد الثامن أولاً من خلال حرب داخلية أو الدخول في معارك إقليمية ستكون لها أثر كبير عليه؟
لكن كل هذا لن يقضي عليه بل يضعفه إلى درجة معينة، ولكن القضاء عليه هو شرف لدولة الخلافة القائمة قريبا بإذن الله تعالى مصداقا لحديث رسول الله ﷺ فيما رواه الشيخان وغيرهما، ولفظه: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان