- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتماع الثعالب لدس السم في الخل
الخبر:
انطلقت الاثنين 2023/1/16 أولى الجلسات الرسمية للنسخة 53 في مدينة دافوس السويسرية بحضور عدد من الشخصيات البارزة التي تشكل السياسة العالمية وعالم الأعمال. (الجزيرة نت)
التعليق:
يضم هذا المنتدى العالمي أكثر من 2700 مسؤول بارز من 130 دولة بما في ذلك 50 رئيس دولة أو حكومة. وقد شهدت هذه النسخة أعلى مشاركة تجارية على الإطلاق مع أكثر من 370 شخصية عامة، من الحكومات والمنظمات الدولية، وأكثر من 1500 من قادة الأعمال، و90 مبتكرا. كما شهد هذا الاجتماع حضور 56 وزير مالية و19 رئيس بنك مركزي، و30 وزير تجارة و35 وزير خارجية، مع استبعاد تام للروس.
إن هذه النسخة تواجه صعوبات كبيرة جدا تتمثل في رواسب جائحة كورونا، والجوائح التي قد تصيب العالم لاحقا، وأيضا الحرب الروسية الأوكرانية التي تتجه نحو تصعيد كبير جدا، قد يؤدي إلى تمددها، ناهيك عن قضايا أخرى مرتبطة بالامتداد الطاقوي والغذائي، والتضخم الذي يجتاح العالم بشكل لا مثيل له، وقد يفضي إلى ركود قاسٍ يشابه أو على غلبة الظن يفوق ركود 1939 الذي سمي الركود الكبير.
اليوم نعيش مفارقة غريبة؛ فالذين هم أساس مشاكلنا الاقتصادية هم من يجتمعون تحت سقف واحد، لحل هذه المشكلة القادمة على حد تعبيرهم، وهم الجناة الذين يلعبون دور المنقذ! إن ما يعانيه العالم اليوم من غلاء واحتكار وفقر وما يجلبه الفقر للعالم من تخليهم عن كل شيء له قيمة مادية أو معنوية أو روحية، مقابل إطعام أولادهم، وهؤلاء المجتمعون بكل صفاتهم ومسؤولياتهم هم السبب في ذلك، وهم يعتبرون من الواحد بالمائة الذين يملكون ثروة 99% من العالم!
فبربك كيف سيكون الحل؟ فهل يعقل أنهم اليوم سيحاربون الفقر وما آل إليه العالم بسببهم؟! فقد اعتبرت منظمة أوكسفام غير الحكومية في تقرير لها البقاء للأغنى تزامنا مع افتتاح منتدى دافوس الاقتصادي "أن كل ملياردير يمثل فشلاً للسياسات العامة، داعية إلى خفض عددهم إلى النصف بحلول عام 2030، ويفضل فرض الضرائب كسبيل لمحاربة الفقر". حيث دعت المؤسسة الخيرية إلى فرض ضريبة 5% على أصحاب الملايين والمليارات قائلة إنها قد تدر 1,7 تريليون دولار سنويا، أو ما يكفي لانتشال ملياري شخص من الفقر.
للأسف إن البشرية جمعاء تعاني اليوم من جشع الرأسمالية التي مصت دماء البشر خلال فترة حكمها، ما أوصلنا إلى هذا الحال، ولا سبيل للخلاص مما نعانيه إلا بإسقاط هذه المنظومة الجاثمة على صدورنا، وإن مبدأ الإسلام ذا المنهج الرباني الذي يصلح كل زمان ومكان لهو العلاج الناجع لكل مشكلات البشر وهو البديل الحضاري الوحيد اليوم.
أيها المسلمون: إن الحل بين أيديكم، فسارعوا إلى تمكينه، ولا ينفع بقاؤه بين دفات الكتب، فهو قد وضع ليطبق وأنتم أهل لذلك، فغذوا السير مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية، وكونوا رجال هذه الدولة تسعدوا وتفلحوا وتنالوا خيري الدنيا والآخرة.
قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم