- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تعددت أسلحة الاحتلال ضد أهلنا في غزة، والإغراق واحد منها
الخبر:
وفاة الشاب عبد الله قطيفان بصعقة كهربائية أصابته حين أراد أن ينقذ بيت عمه في منطقة البركة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الذي تعرض للغرق بالمياه، وعاد ليقطع عنه خط الكهرباء قبل أن يعود إليه التيار الكهربائي - والذي ينقطع يوميا لساعات عديدة - فيدمره، وذلك بعد أن انتهى ومن معه من رجال العائلة والأحباب كما يفعلون كل عام، من إنقاذ من فيه من النساء والصغار وما فيه من الأغنام ومخزون القمح وأثاث المنزل.
التعليق:
منذ أن انسحب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005 وهو لا يفوِّت فرصة ينال بها من سكان القطاع بكل السبل الممكنة، فمنذ سنوات عديدة ومع كل فصل شتاء بدل أن تحمل الأمطار بشائر خير لأهل غزة وخاصة المزارعين، صارت مصدر قلق ورعب لهم خاصة سكان المناطق الشرقية للقطاع، بسبب ما تتعرض له من الإغراق المفتعل من جهة الاحتلال، حيث يفتح يهود السدود التي قام ببنائها بمحاذاة السياج الأمني شرق قطاع غزة للتحكم في تدفُّق مياه الأودية القادمة من المناطق الجبلية في النقب وبئر السبع وإعادة توجيهها بعيدا عن قطاع غزة، ثم بمكر منها، لا تتردَّد أثناء هطول الأمطار الغزيرة من جعله حدثا سنويا يُغرِق المنازل والأراضي الزراعية في كل من (المغراقة وجحر الديك ومخيم البريج والنصيرات ومدينة الزهراء ومناطق شرق خان يونس) ويُكبِّدهم الخسائر المادية الكبيرة، حين تفتح بوابات السدود بشكل مفاجئ لتتدفَّق تلك المياه إلى الأراضي المنخفضة في قطاع غزة، فيُنكب أهلها الذين لا حيلة لهم إلا الهرب بأرواحهم.
فمثلا مدينة دير البلح عندما تأتيها المياه من منطقة وادي السلقا - والذي ليس له مخرج على البحر فمصبه النهائي في غزة بينما منابعه كلها في الداخل المحتل - ما يجعل العشرات من المنازل والأراضي الزراعية التي تقع في مصب الوادي عرضة للغرق المحتم، وهذا نوع من الضغط على الناس في تلك المنطقة لتهجيرهم عمدا، حسب ما أوضح مدير البلدية.
وحسب وزارة الزراعة في غزة فقد قدرت الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي نتيجة فتح الاحتلال سدود مياه الأمطار مرة واحدة عام 2020 بنحو 500 ألف دولار، إذ غرق نحو 220 فدانا (920 دونما) مزروعة بالمحاصيل المختلفة، ناهيك عن الخسائر في قطاعَيْ الدواجن والنحل.
كذلك من الحقائق المعلومة التي لا يبررها عاقل وهي تحدث كل عام بمعدل ثلاث مرات على أقل تقدير سنوياً، وتتم في الخريف والشتاء والصيف، فقد دأبت تلك السلطات في الفترة الصباحية وحين تكون الرياح متجهة من الشرق إلى الغرب، على رش الحقول الفلسطينية المزروعة قرب الحدود وقبل حصادها بفترات قليلة بمبيدات قاتلة من الجو وذلك لضمان وصول جميع المبيدات إلى أراضي أهل القطاع ومزارعهم.
وللجانب الصحي لأهلنا في قطاع غزة الحبيب من طرف الاحتلال مكر آخر، فمن جهة يمنع توريد الأجهزة الطبية اللازمة ومن ضمنها المتخصصة بالتصوير والتشخيص، فالعديد من أجهزة التصوير الموجودة في مستشفيات غزة تعاني مشكلات يصعب إصلاحها بسبب عدم توافر قطع الغيار والأجهزة اللازمة لإجراء الصيانة، كما يرفض الاحتلال نسبة لا بأس بها من طلبات العلاج خارج القطاع ما يجعل المرضى بمن فيهم الأطفال عرضة للخطر (رويترز 2022/12/24 بتصرف).
وبالطبع لم نطرح هنا الاعتداءات بالأسلحة المتنوعة والتي يُقتل بها الأهل وتدمر بيوتهم ومدارسهم وتيتم أطفالهم فتلك لا تحتاج إلى شرح فهي مثل الشمس في الأفق، يعرفها ويعيشها كل من يقع تحت الاحتلال عسكريا كان أو سياسيا أو اقتصاديا.
إن الحل لهذه المشاكل وتلك الانتهاكات لا يكون بالمفاوضات ولا بالشكوى لمجلس الأمن والمحكمة الدولية ولا بالتطبيع، فجميعها ما هي إلا تثبيت للكيان، وإنما يكون الحل بالعمل الجاد المخلص لإعادة الحكم بما أنزل الله وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وحينها تسير الجيوش إلى بيت المقدس فتحرره وتعيد للبلاد عزتها ومجدها وتمكن أهلها من الانتفاع بما حباها الله من ثروات فتكون لهم عزا بعد أن جعلها الغرب وعملاؤه ويهود وبالاً ونكبة عليهم، فهذا حق وحقيقة، فهو وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى الحبيب محمد ﷺ.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله