الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى من أجل ماذا؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى من أجل ماذا؟!

 

 

 

الخبر:

 

قتل ثلاثة أشخاص نتيجة تدافع بين مشجعين تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام ملعب جذع النخلة في البصرة لمشاهدة المباراة النهائية لكأس الخليج، بحسب مصدر طبي. وأوضح المصدر أن العشرات أصيبوا أيضا بعد تدافع آلاف المشجعين الذين لا يحملون بطاقات ويريدون مشاهدة المباراة. وأكد مصدر في وزارة الداخلية أن "سبب التدافع قدوم أعداد كبيرة من المشجعين خصوصاً الأشخاص الذين لا يمتلكون بطاقة". وأضاف أن المشجعين "تجمهروا منذ الصباح وحاولوا الدخول"، ما أدى إلى الاكتظاظ أمام أبواب الملعب وحصول تدافع. (بي بي سي عربي)

 

التعليق:

 

وا خيبتاه على شباب المسلمين! أيعقل أن يلعب الكفار بعقولهم كما يلعب اللاعبون بالكرة؟! هل هؤلاء أبناء خير أمة أخرجت للناس؟!

 

ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، في سبيل ماذا؟! وماذا سيجيبون عندما يسألهم ربهم الذي خلقهم يوم الحساب؟! أليس هذا مخجلا ومعيبا؟! ولكنه زمن الخيبة لأمة الإسلام في ظل الحكام الرويبضات. لقد كان شباب المسلمين يتسابقون للجهاد في سبيل الله عندما كان يحكمهم النبي ﷺ والخلفاء من بعده، لأن تربيتهم كانت تربية إسلامية، عرفوا ربهم حق المعرفة، فاشتاقوا لجنة عرضها السماوات والأرض، بعد أن طلقوا الدنيا الفانية ثلاثا.

 

وهذه نماذج للدلالة على ذلك، حيث يقول القرطبي في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ﴾: "نزلت في سبعة نفر من بطون شتى، وهم البكاءون أتوا رسول الله ﷺ في غزوة تبوك ليحملهم، فلم يجد ما يحملهم عليه؛ فـ﴿وَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ﴾ فسموا البكائين". وأما النموذج الثاني: يشير ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في معرفة الصحابة" إلى هذا الموقف الذي يحكيه سعد بن أبي وقاص فيقول: رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله ﷺ يوم بدر يتوارى فقلت: مالك يا أخي قال: إني أخاف أن يراني رسول الله ﷺ فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة. قال: فعرض على رسول الله ﷺ فاستصغره ورده، فبكى فأجازه، فكان سعد يقول: كنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو ابن ست عشرة سنة. لقد شهد عمير بن أبي وقاص مع النبي ﷺ بدرا واستشهد فيها، تلك الغزوة التي قال عنها صاحب الاستيعاب وكانت أشرف غزواته وأعظمها حرمة عند الله وعند رسوله وعند المسلمين غزوة بدر الكبرى حيث قتل الله صناديد قريش، وأظهر دينه وأعزه الله من يومئذ، وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة في اليوم السابع عشر من رمضان صبيحة يوم الجمعة، وليس في غزواته ما يعدل بها في الفضل ويقرب منها إلا غزوة الحديبية، حيث كانت بيعة الرضوان وذلك سنة ست من الهجرة. هذه هي روح الجهاد ومحبة الله ورسوله التي تغلغلت داخل عمير فملأت أركانه وسرت في دمائه، إنه يبكي خوفاً من أن يرده رسول الله لأنه يريد الشهادة، وقد نال الفتى ما كان يطمح إليه وما تتوق إليه روحه فقتل يوم بدر شهيداً، قتله عمرو بن عبد ود العامري الذي قتله علي بن أبي طالب بعد ذلك يوم الخندق. وصدق الله عز وجل إذ يقول فيهم: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

 

يا معشر الشباب: نريد أن نراكم تتدافعون في مرضاة الله لا في سخطه، ونحب أن نراكم في ساحات الوغى لا في ساحات اللعب، فأنتم، بعد الله، أمل هذه الأمة المنكوبة، فلا تكونوا ضحايا التضليل والترفيه، بل كونوا سهاما في كنانة أمير المؤمنين الأول في الخلافة الراشدة الثانية، كما كان أسلافكم في الخلافة الراشدة الأولى.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة رولا إبراهيم

آخر تعديل علىالسبت, 21 كانون الثاني/يناير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع