- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في باكستان دليل على الإفلاس التام للنظام
الخبر:
شهدت أجزاء واسعة من باكستان - بينها العاصمة إسلام آباد ومدينتا لاهور وكراتشي الكبيرتان - انقطاعاً للتيار الكهربائي تسبب بشلل في مرافق حيوية صباح الاثنين، وفق السلطات التي أعلنت لاحقا عودة التيار الكهربائي جزئياً إلى مناطق عدة، وقال وزير الطاقة خوروم داستاغير إن انقطاع الكهرباء كان نتيجة عطل فني في الخط الواصل بين إقليمي السند وبلوشستان، ما تسبب في توقف محطات لإنتاج الكهرباء، وتوقف شبكة التوزيع الرئيسية، كما تعطلت خدمات قطارات المترو في لاهور، ثانية أكبر المدن في البلاد، وأضاف وزير الطاقة أن إمدادات الكهرباء بدأت في العودة بشكل جزئي من الشمال إلى الجنوب، بعد نحو 6 ساعات من إبلاغ المصانع والمستشفيات والمدارس بانقطاع التيار الكهربائي.
هذه هي الحادثة الثانية من نوعها في غضون 3 أشهر، حيث حدث آخر انقطاع واسع للتيار الكهربائي في تشرين الأول/أكتوبر، على غرار الانقطاعات المتكررة التي يعاني من وطأتها الشعب الباكستاني الذي يقدر عدد أفراده بنحو 220 مليون نسمة، إلى الشبكة المتقادمة. وقال مسؤول كبير بوزارة الطاقة لوكالة رويترز، رافضا الإفصاح عن اسمه لأنهم غير مخولين بالتحدث لوسائل الإعلام: "ثمّة ضعف أساسي في المنظومة... المولّدات بعيدة جداً عن مراكز الأحمال، وخطوط النقل طويلة للغاية وغير كافية". (الجزيرة نت).
التعليق:
إن هذا الخبر ليس خبراً ساخناً كما يُشعِر بأنه ملتهب! فحالة انقطاع التيار الكهربائي في باكستان ليست خبراً عاجلاً وليست بخبرٍ أصلاً، فهو ظرف حياتي فيها، وبات لدى الناس وأصحاب المحال التجارية والمصانع جدولٌ يوميّ معروف عن مواعيد انقطاع التيار الكهربائي، وهو في أغلب الأحيان ساعة بساعة، حيث تصل الكهرباء ساعة وتنقطع ساعة على مدار اليوم والليلة، وهذا في المدن الرئيسية وعلى المصانع المشتغلة، أما المناطق الريفية - والتي تشكل المنطقة الأوسع من باكستان - فلا تصلها الكهرباء إلا أحيانا، بل لا تصل إلى كثير منها بتاتاً. لكن الجديد هو انقطاع التيار الكهربائي وتعطل شبكات الإنترنت ومختلف المرافق الحيوية في البلاد (ومنها المستشفيات، والمصانع، وغيرها)، وذلك للإفلاس التامّ للنظام السياسي في باكستان.
إن باكستان ليست بلداً فقيراً بالموارد - ومنها موارد الطاقة - ففيها مختلف الموارد التي تكفي لإنتاج الكهرباء بما يغطي حاجة البلد ويزيد. إن موقع باكستان الجغرافي يجعلها تنقسم جغرافياً إلى ثلاث مناطق؛ شمال ووسط وجنوب، ففي الشمال مرتفعات يمكن إنتاج الطاقة الكهربائية فيها باستغلال قوة الرياح، وفي الوسط والجنوب الشمس الساطعة على مدار اليوم والأنهار وشطآن البحار، هذا إضافة إلى وفرة الفحم والغاز، ولكن حال باكستان في ظل هذا النظام الفاشل كحال العِيْسِ في البيداء يقتلها الظَّمأ والماءُ فوق ظهورِها محمول!
احتفلت ألمانيا بمرور 38 عاماً بدون أي انقطاع للكهرباء، وهو احتفال استحقته الدولة التي أصبحت منذ عام 2010م من أكبر الدول المصدِّرة للكهرباء في العالم، وألمانيا هذه لا تسطع الشمس فيها بما يكفي لإنتاج طاقة كهربائية، فهي تعتمد على مصادر الطاقة المستوردة من الخارج، وخصوصاً من روسيا، ومع ذلك أصبحت أكبر مصدِّر للطاقة بعد اكتفائها الذاتي، وهي دولة صناعية، والطاقة هي عمود الصناعة. لكن الفرق بين ألمانيا الفقيرة بالطاقة وباكستان الغنية بها هو أن في ألمانيا حكاماً عندهم شيءٌ من المسؤولية، ويتنافسون على رعاية شؤون الناس، بينما حكام باكستان مسلَّطون على البلد وأهلها، يتنافسون على المناصب ونهب البلاد وسلب مواردها لتصديرها مواد خام للسيّد الغربي، أو إبقائها مدفونة في باطن الأرض، أو منع أي شخص يريد أن ينتج حاجته من الطاقة بمختلف السبل. ففي الوقت الذي كان فيه الظلام دامساً في عموم باكستان كان الحكام الرويبضات يتنافسون على مناصب الحكم ويتابعون تنصيب حاكم جديد للبنجاب! هذا هو همهم، وليس حال البلد الذي أصبح كحال العصور الحجرية، قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
لقد بات هناك ألف سبب يدفع أي مخلص وواعٍ في البلاد إلى العمل الجادّ لكنس المنظومة السياسية في باكستان، حكاماً ونظامَ حكم ووسطاً سياسيّاً، وقد آن الأوان لكل المخلصين في الجيش الباكستاني لإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاض هذا النظام المفلس والفاشل، ولم يعد هناك عُذر لأي ضابط للسكوت عن هذا الواقع السيئ الذي أوصل البلاد إلى هذا التردي.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان