السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تسليط الضوء على التافهين وإظهارهم بمظهر القدوة من خصائص نظام آل سعود!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تسليط الضوء على التافهين وإظهارهم بمظهر القدوة من خصائص نظام آل سعود!

 

 

ﺍﻟﺨﺒﺮ:

 

التقط إمام الحرم المكي السابق، عادل الكلباني، صورتين مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي واللاعب المغربي المتألق أشرف حكيمي، الجمعة، ودار حديث بينه وبين الثاني حول أداء العمرة. ونشر الكلباني الصورتين ومقطع الفيديو عبر صفحته الموثقة على تويتر وعلق عليه بالقول: "مع ميسي وأشرف حكيمي". وظهر إمام الحرم المكي السابق مع ميسي وهما يبتسمان وكذلك الحال مع حكيمي، وذلك في إطار إقامة مباراة موسم الرياض بين فريق نجوم الهلال والنصر وباريس سان جيرمان الفرنسي. (سي إن إن، 2023/01/20).

 

ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ:

 

لم يكن اختيار مثل عادل الكلباني إماما سابقا للحرم المكي أمرا عبثيا. حيث إن الأئمة في بلاد نجد والحجاز يتم اختيارهم بعناية من حكام آل سعود. وإدراك حكام آل سعود لمكانة الحرمين الشريفين عند المسلمين قاطبة في الدنيا تجعلهم يعتنون باختيار أئمة الحرمين المكي والمدني بشكل أكبر من باقي المساجد. إلا أن هذه العناية في اختيار الأئمة للأسف ليست نابعة من حرصهم على التقيد بأحكام الشرع ولا حتى بمعايير تقيم بها استقامة الأئمة الفكرية والسلوكية. بل وكأنهم يحرصون على أن يتبوأ هذه المسؤوليات من هم من "فئة الظلاميين التي تأبى أن تعيش في النور، لأنها ألفت الحياة في الظلام وتعودت التفاهة والسطحية، وأصيبت بمرض الكسل الجسمي والكسل العقلي وجمدت على القديم الذي وجدت عليه آباءها لمجرد كونه قديماً، ولذلك فهي واقعية حقيقة، لأنها من جنس الواقع وهي جامدة فكرا" بحسب ما جاء في كتاب التكتل الحزبي لحزب التحرير.

 

ومنذ اغتصاب آل سعود للحكم قبل أكثر من مئتي عام في بلاد الحرمين فقد تدنى مستوى الخطاب الشرعي في المساجد والحياة العامة. ويتبين هذا بوضوح في خطب صلاة الجمعة حيث يقرن الخطباء المصنوعون على عين نظام آل سعود طاعة الله بطاعتهم في افتتاحية ونهاية كل خطبة. ومن يزور بلاد الحرمين ولم يتعاهد القرآن كثيرا في حياته يظن من تلك الخطب أن طاعة حكام آل سعود من الشهادتين أي من صلب العقيدة الإسلامية، بل ربما يظن أن ابن سلمان هو محمد الذي نقر له بالشهادة في كل صلاة وكل آذان، وهو ﷺ بريء منه كل البراءة. وكذلك أمراء آل سعود من قبل، فقد رعت بريطانيا أجداد ابن سلمان الأمريكي على عينها وأوعزت إليهم تبني نظامها للحكم أي النظام الملكي، عدا عن تسليحها لهم ولغيرهم من الأسر الخائنة من أجل تقسيم البلاد الإسلامية إلى مملكات وحظائر وظيفية للغرب.

 

وبمثل هذه الأنظمة ظهر تباين عظيم ما بين الحق والقوة، بدل أن تكون القوة دائما مع صاحب الحق مهما كان شأنه. نعم في زمن محاولة تغيير الموازين، يعود بنا المشهد إلى مقولة أبي بكر رضي الله عنه في خطبة توليه الخلافة حيث قال: "الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله". نعم في هذه الأنظمة لم يعد للقرآن دور في الحياة العامة غير القراءة والتجويد للأسف، وأكبر مثال يدل على ذلك هو ما يقوم به هذا الكلباني من اللهث وراء رجل ساقط مثل ليونيل ميسي لالتقاط صورة معه! إن كرة القدم لا تعدو كونها لعبة للرياضة وتحريك البدن إلا أن أنظمة بني علمان اتخذت منها مادة لزرع العنصريات الوطنية والعصبيات المنهي عنها، إضافة إلى تغطية الحياة الشخصية للاعبين المنحطين فكرا وخلقا وسلوكا. فكيف بإمام مزعوم يشد الرحال ليحتفي بصورة تذكارية مع رجل ساقط، ومن ثم يتركه آل سعود يسرح ويمرح وتتم تغطية ما يقوم به إعلاميا بينما يأمرون بسجن غيره لأتفه الأسباب؟! لا يمكن تفسير هذه الظاهرة إلا بأن هذا ما يريده ابن سلمان ومن هم على شاكلته من نشر الفسق والفجور في بلاد الحرمين واصطناع قدوات بديلة من الكفار للأجيال الصاعدة، وإيهام المسلمين في العالم كذلك بأن ما يقوم به جنود ابن سلمان أيضا يمثل إرادة أهل جزيرة العرب. إلا أن الحقيقة ليست كذلك؛ فإن أهل جزيرة العرب لم ولن يتخلوا عن الإسلام فكرا ونظاما طالما يوجد بينهم كتاب الله وسنة رسوله محمد ﷺ، مهما أظهر إعلام نظام آل سعود ما قد يوحي بخلاف ذلك.

 

وما مثل الكلباني وأمثاله ومعهم حكام آل سعود إلا مثل سحابة صيف تظهر ثم سرعان ما تتلاشى، وذلك بعد أن تكتمل عملية استئناف الحياة الإسلامية بالانقياد للنبي ﷺ انقيادا كاملا في جميع شؤون الحياة، حينها تزيل أمة الإسلام الخبث المتمسك بأكتافها ومن جملتها الأنظمة الملكية الآيلة للسقوط وتستبدل بها نظام الخلافة حيث الحق مع صاحب الحق وليس مع الخليفة.

 

قال الله تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ إِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 89-90].

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نزار جمال

 

آخر تعديل علىالجمعة, 27 كانون الثاني/يناير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع