- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
اتفاق جوبا اتفاق محاصصة ولا علاقة له بأهل دارفور
الخبر:
أوردت موقع المنصة السودانية في 2023/01/19 وصف رئيس حركة العدل والمساواة السودانية وزير المالية جبريل إبراهيم، بأن اتفاق السلام الذي وقع بمدينه جوبا عاصمة دولة جنوب السودان بين أطراف العملية السلمية والحكومة بأنها أفضل الاتفاقيات التي وقعت في السودان خلال سبعة عقود.
وجدد جبريل خلال مخاطبته بمدينه نيالا جماهير ولاية جنوب دارفور بعدم العودة للحرب مرة أخرى مؤكدا أن هناك أطرافا ظلت تعارض اتفاق جوبا للسلام منذ اليوم الأول وهو أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن التأخير في تنفيذ بنود سلام جوبا يعود إلى بعض العقبات خاصة عدم الاتفاق السياسي، مؤكدا أن تنفيذ سلام جوبا أمر لا بد منه.
التعليق:
هذا رأي رئيس حركة العدل والمساواة السودانية ووزير المالية جبريل إبراهيم، وهو رأي مناف للحقيقة، ولا أعرف كيف وصف هذه الاتفاقية بأنها أفضل اتفاقية! فإن كانت نظرتك هي منفعتك أنت وحركتك لأنها وفرت لك وزارة ولجيشك مرتبات تدفع من دم هذا الشعب، فربما يكون كلامك صحيحاً، أما لو كنت تتحدث عن استفادة أهل دارفور منها فهذا لم يحدث بل حدث العكس تماما.
أوردت شبكة عاين تقريراً في 25 أيلول/سبتمبر 2022 تحت عنوان: (عامان على اتفاق "سلام جوبا".. ما الذي تحقق؟)، جاء فيه: (يقول ضحايا حرب ومراقبون إن "الاتفاق عجز عن إيقاف الحرب وضمان العودة الآمنة للنازحين واللاجئين". أما المنسق العام لشؤون النازحين واللاجئين، بإقليم دارفور يعقوب عبد الله فوري، يرى أن "الاتفاق فشل في إيقاف الحرب، مع استمرار الاقتتال القبلي بإقليم دارفور".
وأضاف "البند الوحيد الذي تم تنفيذه من الاتفاق هو أن قادة الحركات المسلحة تقلدوا الوظائف في مجلسي السيادة والوزراء، وفي أجهزة الدولة التنفيذية الأخرى"، ويقول فوري "مع انعدام الأمن ليس من الممكن الحديث عن العودة الآمنة للنازحين واللاجئين، لعدم التزام الحكومة بتحقيق شروط عودتهم الآمنة").
منذ التوقيع على اتفاق جوبا تم تسجيل عشرات الهجمات المسلحة على المدنيين العزل في إقليم دارفور بواسطة المليشيات المسلحة. وظلت أوضاع النازحين في معسكرات اللجوء تزداد سوءاً، بحسب المفوضية العامة لشؤون النازحين واللاجئين، وشهدت منطقة جبل مون الواقعة في ولاية غرب دارفور أحداث عنف متواصلة، وتعد المنطقة التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً شمالاً من مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور من المناطق الغنية بالموارد.
وشهد إقليم النيل الأزرق أحداث اقتتال قبلي بين مكونات الإقليم المحلية، بسبب مطالبة قبيلة الهوسا بنظارة مستقلة، الأمر الذي نجم عنه عشرات القتلى وآلاف النازحين. وقال الخبير العسكري، عمر أرباب، في حديث لـ(عاين) إن اتفاقية جوبا لسلام السودان، لم تحقق المطلوب منها، فيما يتعلق بقضايا النازحين والمتضررين من الحرب، مشيراً لاستمرار العنف في مناطق النزاع المسلح، وبحسب الخبير العسكري، عمر أرباب فإن المنهجية التي أُديرت بها المفاوضات سواء من العسكريين أو المدنيين كرست لتحقيق مكاسب سياسية عبر إنشاء تحالفات مع الحركات المسلحة.
يقول الخبير العسكري، عمر أرباب، إن اتفاقية جوبا لسلام السودان، لم تحقق المطلوب منها، فيما يتعلق بقضايا النازحين والمتضررين من الحرب. ويرى أنها كانت بمثابة تمهيد لانقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، مشيراً إلى أن مبدأ المحاصصة كان واضحاً أثناء عملية التفاوض. وأوضح أن التركيز في المفاوضات كان منصباً على اقتسام السلطة، موضحاً أن المسئولية تقع على عاتق الجهاز التنفيذي للحكومة المدنية التي كان يقودها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك لأنه أفسح المجال لقادة الحركات المسلحة والعسكريين لصياغة الاتفاق بالشكل الذي يحقق مصالحهم.
فعن أي عظمة يتحدث جبريل؟! ومن أين اكتسبت هذه الاتفاقية المشؤومة التي ما قامت إلا لإرضاء أطراف معينة حملوا السلاح على الدولة لأن لغة التخاطب في ظل الرويبضات والحكم الجبري أصبح هو السلاح وليس غير؟! ولهذا رأينا كل من هبّ يحمل الدولة السلاح لكي ينال نصيبا من كيكة الحكم والسلطة. وما الذي استفاده أهل دارفور من هذا الاتفاقية؟ هل توقفت الحروب وتوقف السلب والنهب، وهل عاشت دارفور في سلام وأمان؟
إن الأمان لا يتحقق في ظل هذه الأنظمة بمثل هذه الاتفاقيات التي ما قامت إلا من أجل المحاصصة كبقية أخواتها من الاتفاقيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
إن الذي يخرج أهل دارفور من هذه المعاناة التي أصبحت عصية على كل الأنظمة التي توالت على البلاد هو نظام واحد هو نظام الخلافة؛ نظام رب العالمين في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تلك الدولة المبدئية التي تملك رؤية ثاقبة مستنبطة من كتاب ربها وسنة نبيها ﷺ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان