- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تآمر الحكام والتنسيق الأمني يقتلان أهل فلسطين، وجريمة لا تقل عن جرائم كيان يهود
الخبر:
تأتي جريمة كيان يهود في مخيم جنين يوم الخميس 2023/1/26، والتي أسفرت عن مقتل 11 شهيداً، تأتي وسط تحركات محمومة من كافة الأطراف في المنطقة، تزامناً مع تحركات على المستوى الدولي، في محاولة لضبط إيقاع المنطقة وعدم تدهور الأحداث وفقدان السيطرة على حد زعم تلك الأطراف المحلية والدولية.
على المستوى الدولي جاءت زيارة سفراء الاتحاد الأوروبي للمسجد الأقصى، ولقاء دائرة الأوقاف الإسلامية لإطفاء الحريق الذي كادت تشعله التصرفات المهينة للسفير الأردني، ومنعه من دخول المسجد الأقصى، وأمريكياً قام وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بزيارة كيان يهود، وقد امتنع عن عقد لقاءات مع بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير في رسالة رفض لتوجهات كل منهما المتطرفة وتأثير ذلك على حكومة كيان يهود. كما أن رئيس وزراء السلطة، محمد اشتية ذهب إلى بروكسل للقاء العديد من المسؤولين الأوروبيين.
التعليق:
رغم تلك المساعي والجهود الدولية والمحلية إلا أنها لم تتمكن من منع كيان يهود عن سفك الدماء، وارتكاب الجرائم والمجازر، في تعبير واضح وصارخ عن طبيعته الشريرة والعدوانية المتأصلة، وفي دلالة قاطعة على حقيقة تلك المساعي وحقيقة أهدافها ومن تخدم، فهي تأتي في إطار حماية كيان يهود، والمحافظة على أمنه ومنع أي تهديد يمس وجوده، وما يؤكد ذلك إعلان السلطة قطع التنسيق الأمني معه في رد على مجزرة جنين، وإلا لو كان التنسيق الأمني لحماية أهل فلسطين كما تزعم السلطة فلماذا تتوقف عنه؟! إلا أن يكون في حقيقته حماية ليهود، وتريد السلطة من خلال هذا التوقف الضغط عليهم، لتوصل رسالة لهم بأن التنسيق الأمني هو الذي يحميكم، لذلك جاءت تصريحات مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في إيجاز صحفي، أن "الولايات المتحدة تعارض التحرك الفلسطيني لتعليق التنسيق الأمني مع (إسرائيل)". و"لا نعتقد أنها هي الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها في هذه اللحظة، ومن المهم جداً أن يحافظ الفلسطينيون و(الإسرائيليون) على التنسيق الأمني بل ويعملوا على تعميقه"، وفي سياق توفير الحماية ليهود وإطفاء الحرائق التي يشعلها بيديه المجرمتين العابثتين وتضر به أكثر دون غيره، تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، يوم الأحد 29 كانون الثاني/يناير 2023 لتشمل كيان يهود والضفة الغربية ومصر.
من الواضح أن كيان يهود يدرك أنه محمي من جميع الأطراف المحلية والدولية، ومصالحه مؤمّنة لا خوف عليها، لذلك يبطش ويتغطرس ويثير الفوضى دون حساب لعقاب، ومن الواضح أيضاً أن التحركات التي تسعى بها الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، ووجود السلطة والتزامها بالتنسيق الأمني مع يهود هي جزء من آلة البطش والقتل المسلطة على أهل فلسطين، وهي جريمة لا تقل عن جرائم كيان يهود، وهو ما يستلزم من الأمة التحرك العاجل والفوري للتخلص من أكياس الرمل التي تحمي هذا الكيان الغاصب فهم شركاء له في جرائمه، والضغط بكل ما تملك من قوة على أبنائها في الجيوش لكسر قيودها، والتحرك لنصرة أهل فلسطين، وإيقاف شلال الدماء الزكية التي تسفك يومياً، وتوقف الانتهاك والتدنيس للمسجد الأقصى المبارك من قطعان المستوطنين، والتهديد بهدمه وبناء الهيكل.
أيها المسلمون: تحركوا الآن قبل فوات الأوان، فخيانة حكامكم والسلطة باتت واضحة لكل ذي عينين، وأنتم القادرون على وقف كل تلك الجرائم والمجازر بحق مسرى رسولنا ﷺ، وإنهاء عذابات إخوانكم في الأرض المباركة فلسطين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خالد سعيد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)