السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لماذا سمحت السويد بحرق المصحف؟ ومن المتسبب بحرقه؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لماذا سمحت السويد بحرق المصحف؟ ومن المتسبب بحرقه؟

 

 

 

الخبر:

 

سمحت السويد لحاقد على الإسلام بحرق نسخة من القرآن، لتتكرر الحادثة والتمزيق في الدنمارك وهولندا. فاندلعت احتجاجات من المسلمين وصدرت إدانات من الأنظمة في البلاد الإسلامية وأعلنت تركيا وقف المباحثات مؤقتا مع السويد من أجل انضمامها إلى الناتو.

 

التعليق:

 

لقد وقعت تركيا مذكرة تفاهم مع السويد وفنلندا يوم 2022/6/28 بشأن انضمامهما إلى الناتو بإيعاز من أمريكا التي تعمل على تعزيز قوة الناتو وتوسيع رقعته تحت قيادتها. ولكن هناك شروط لتركيا حتى تتم الموافقة النهائية، أهمها حظر نشاط الجماعات المناوئة لتركيا والموجودة في السويد. فتضغط تركيا لوقف نشاطاتها وخاصة حزب العمال الكردستاني الانفصالي، إذ يوجد له مؤيدون وأعضاء في الأحزاب السويدية والبرلمان السويدي من أصول كردية استوطنوا السويد. فهناك ضغط داخلي على الحكومة السويدية لئلا تستجيب لتركيا مقابل الضغط القادم من تركيا لحظر الحزب وتسليم المطلوبين لها. فيظهر أن السويد قامت وسمحت لأحد الحاقدين على الإسلام بحرق المصحف فتستفز المسلمين وتحرج الحكومة التركية حتى تجعلها تتخلى عن المطالبة بحظر الحزب الكردستاني الانفصالي ونشاط أعضائه.

 

وعندئذ تطلب السويد من تركيا تخفيف المطالبة بحظر هذه الجماعات مقابل منع تكرار فعلة الحرق، حتى لا توقع تركيا في حرج أمام المسلمين في تركيا وفي العالم إذا سكتت عن ذلك وواصلت تفاهماتها مع السويد ومن ثم وقعت على انضمامهما. وإلا فالسويد قادرة على منع ذلك الحاقد من فعلته كما منعته فرنسا وهولندا وطردتاه من أراضيهما فلجأ إلى السويد. وما يؤكد ذلك أنه منذ أن وقعت اتفاقية التفاهم تلك، توقفت عمليات هذا الحاقد، علما أن شغله الشاغل حرق نسخ القرآن للتنفيس عن حقده ولاستفزاز المسلمين حتى يلفت النظر إليه حيث إنه مفلس فكريا وسياسيا، فليس لديه شيء يقدمه ليعالج مشاكل أوروبا المهترئة ومجتمعاتها المنهارة وعائلاتها المفككة وقيمها الساقطة.

 

وعندئذ قامت فنلندا وقالت إنها تفكر في أن تستمر في المباحثات مع تركيا دون السويد، حيث لا يوجد عندها مثل هذه المشاكل مع تركيا فيسهل الموافقة على انضمامها، وقد ربطت مع السويد في مذكرة التفاهم تلك. فجاء الرد الأمريكي عليها محذرا إياها حتى لا تتعقد المشكلة مع السويد ويتأخر انضمامها إلى الناتو. فقال الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي يوم 2023/1/27 "واشنطن تدعم بقوة انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، ولكنها ترى ضرورة حل الخلافات مع تركيا فيما بين الدول الثلاث".

 

فالسويد توظف مسألة حرق نسخ القرآن لتري تركيا أن المشكلة ليست في المناوئين عندها لتركيا، وإنما هناك أيضا مناوئون لأهل تركيا وللمسلمين كافة، ونحن لا نستطيع أن نمنع ذلك، لأنه عندنا حرية تعبير! وكذلك المناوئون لتركيا لديهم حرية تعبير لأنهم مقيمون أو رعايا في السويد كذلك الحاقد حيث منحته الجنسية السويدية.

 

إن المشكلة ليست هناك، إن المشكلة في تركيا نفسها، كونها عضوا في الناتو منذ 71 عاما، وهو تحالف صليبي، قائم على حماية العالم الغربي الذي يعتبر نفسه نصرانيا ويتبنى العلمانية والديمقراطية والحريات العامة، فيعتبر نفسه العالم الحر المتمدن المتقدم! وقد شاركت تركيا في صفوفه في حرب كوريا 1950-1953 وقُتل الكثير من الجنود الأتراك في سبيله، واشتركت معه في حرب أفغانستان (2001-2021)، واشتركت مع أمريكا في حرب الصومال، وأيدتها في عدوانها على العراق عام 2003، وفتحت لها قاعدة إنجرليك عام 2015 للعدوان على أهل سوريا والعراق بذريعة (محاربة الإرهاب). فكل هذه الأعمال تخالف القرآن الذي يحرم موالاة الكفار!

 

لقد حرقت تركيا القرآن عمليا عام 1924م عندما قام مصطفى كمال بهدم دولته التي أسسها رسول الله ﷺ والتي استمرت 1300 عام وهي تطبق القرآن. وجعلت القرآن عبارة عن كتاب مكون من أوراق مطبوعة يقرأ على الموتى والمرضى وفي المناسبات وتعمل له مسابقات فتعطى الجوائز على إتقان قراءته وحفظه! ومنعت تطبيقه في الدولة والسياسة والمجتمع، بل أباحت كل محرم ورد فيه من زنا وربا ولواط وقمار وعري واختلاط ولهو ومجون وخمور. وأبقته حبيسا في العبادات والمواعظ والخطب المكررة المملولة التي تدعو الأفراد للتحلي بالأخلاق، والدولة تنشر الفساد بنظامها التعليمي وبوسائل إعلامها الفاسدة المفسدة في الأفلام والمسلسلات والغناء الساقط والعري والخيانة الزوجية.

 

لقد أقامت الدولة على أساس يخالف القرآن، على أساس العلمانية التي تفصل القرآن أساس الدين عن الحياة والدولة والمجتمع، وعلى أساس الديمقراطية التي تجعل الشعب مصدر التشريع وليس القرآن وبيانه السنة المطهرة، وأعلنت الجمهورية التي تعني السيادة للأغلبية وهدمت الخلافة التي تجعل السيادة للقرآن والسنة. ومثلها باقي الأنظمة في البلاد الإسلامية التي أقامها الاستعمار على أنقاض الخلافة ووضع دساتيرها ونصب حكامها وربطها به لئلا تخرج من قبضته. ولهذا تجرؤ السويد وغيرها من الدول بالسماح بإهانة القرآن، لعدم وجود دولة تحميه وتطبقه وتدخل الرعب في قلوب من تسول له نفسه أن يقدم على إهانة المصحف الشريف بحرقه وتمزيقه والدوس عليه.

 

فإن أوقفت تركيا أردوغان الآن محادثاتها مع السويد ولكنها سرعان ما تستأنف وتعود المياه الآسنة إلى مجاريها، وهذا ما حصل مع كيان يهود، بل رحب برئيس هذا الكيان الغاصب لفلسطين وكأنه قائد مغوار حقق المعجزات! وكذلك سيرته السيئة المليئة بالمهاترات والجعجعات مع الإمارات والسعودية ومصر ومن ثم التصالح معها. وأخيرا استعداده للتصالح مع طاغية العصر بشار أسد ونظامه الإجرامي.

 

فالنظام التركي والأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية هي المسبب الرئيس لحرق نسخ القرآن، وقد حرقت أحكامه فمنعت تطبيقها وحاربت حملة الدعوة الذين يريدون تحكيمه وإقامة دولته.

 

فيا حكام المسلمين: إن القرآن لم ينزل جملة في أوراق تجعلونها قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا منها، وإنما نزل على مكث، نورا وهدى للناس، نزل آية آية تعالج مشاكل الإنسان وتبين علاقاته مع ربه من عقائد وعبادات، ومع نفسه من مطعومات وملبوسات وأخلاق، ومع غيره من بني الإنسان من معاملات وعقوبات. فأقيمت دولة على أساسه، وأصبح نبي الإسلام أول رئيس لها، وأمر الأمة بالمحافظة عليها إلى يوم الدين، بتنصيب خلفاء من بعده ومبايعتهم على تطبيق الكتاب والسنة. وقد جمعه الخليفة الراشدي الأول، ونسخه الخليفة الراشدي الثالث في كتاب من أجل حفظه وعدم ضياعه، وليس لتقديسه ككتاب دون العمل به. فإن كنتم حقا غيورين عليه فاعملوا به أو سلموا الحكم لمن هو أهله ويعمل على إقامة دولته دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالثلاثاء, 31 كانون الثاني/يناير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع