- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل من خلاف حقيقي بين البرهان وحميدتي؟!
الخبر:
يخشى السودانيون هذه الأيام من مواجهة عسكرية محتملة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، استناداً للحرب الكلامية التي شارك فيها قادة الطرفين بمن فيهم الجنرال عبد الفتاح البرهان، ومجموعته من جهة، وبين الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) ومجموعته من الجهة الأخرى. (العربي الجديد، 2023/02/28م).
التعليق:
من المعلوم أن الرجلين، أي البرهان وحميدتي، يتبعان لأمريكا، فلا يتحرك أحدهما حركة جدية إلا بضوء أخضر من أمريكا، وأن ما يبدو بأنه صراع بين الرجلين، هو سيناريو مرسوم لتحقيق مكاسب أمريكية في صراعها مع بريطانيا في السودان، فهذا الصراع المزعوم بينهما، أشعَر عملاء بريطانيا في السودان (المدنيين) وكأن قائد الدعم السريع حميدتي معهم، وفي صفهم! وذلك من ظاهر أحاديثهم، لأن حميدتي يعلن صراحة أنه مع الاتفاق الإطاري، ويعطي إشارات توحي وكأن البرهان ضد هذا الاتفاق، رغم أن البرهان نفسه وقع عليه بإيعاز من أمريكا، وعلى طريقة أمريكا في المراوغة بدأ البرهان الحديث عن توسيع المشاركة فيه.
ثم إن حديث البرهان عن دمج الدعم السريع في الجيش منصوص عليه في الاتفاق الإطاري، وليس هو أمراً جديداً، وهذه النقطة تحديداً هي ما يركز عليها المدنيون، أو الذين يريدون خلافاً حقيقياً بين الجيش والدعم السريع.
فإذا عدنا لتكوين الدعم السريع الذي تم تأسيسه في عهد الرئيس المخلوع البشير، فإنه لا يمكن أن يكون إلا بأمر من أمريكا مقابل الحركات المتمردة التابعة لأوروبا وتحديداً بريطانيا، وإن انحيازه لصف الثوار - أي الدعم السريع - كان بضوء أخضر من أمريكا ورجالها الذين تسيدوا المشهد السياسي بعد الإطاحة بالبشير، فالحديث عن دمج الدعم السريع في الجيش، أو عدمه، هو قرار لا يملكه البرهان، ولا حتى محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع، فإن القرار النهائي بيد أمريكا، فهي التي تقرر إن كان الدعم السريع يبقى على حاله، أم يدمج في الجيش ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إن دولة الخلافة على منهاج النبوة العائدة قريباً بإذن الله لن تسمح بوجود جيوش متعددة، أو مليشيات، وإنما هو جيش واحد القائد الفعلي له هو الخليفة، وهو الذي يعين رئيس الأركان، وهو الذي يعين لكل لواء أميراً، ولكل فرقة قائداً، أما باقي رتب الجيش، فيعينهم قواده وأمراء ألويته. وأما تعيين الشخص في الأركان فيكون حسب درجة ثقافته الحربية، ويعينه رئيس الأركان.
اللهم عجل لنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة توقف هذا العبث الذي تصنعه الدول الاستعمارية وبخاصة أمريكا وبريطانيا في بلادنا، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان