الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أزمة "التّقزّم"  أزمة نظام فاسد لا بدّ من تغييره

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أزمة "التّقزّم"

أزمة نظام فاسد لا بدّ من تغييره

 

 

الخبر:

 

يبدو أنّ الأزمات الاقتصاديّة المتلاحقة التي يعاني منها المصريّون خلال العقود الماضية بدأت تؤثّر في الأطفال، إذ دقّ المؤتمر الإقليميّ الأوّل لسياسات الرّعاية الاجتماعيّة في العاصمة القاهرة ناقوس الخطر، محذّرا من تفاقم أزمة " التّقزّم" بين الأطفال في البلاد والناجم عن سوء التّغذية.

 

وعلى خلفية زيارة إلى عدد من المؤسّسات التّعليميّة في محافظة المنيا جنوبا دعا ممثّل الأمم المتّحدة للطّفولة (يونيسيف) في القاهرة جيريمي هوبكنز إلى مضاعفة الجهود للحدّ من سوء التّغذية،... (الجزيرة نت 2023/3/1)

 

التّعليق:

 

يُعرّف التّقزم بأنّه قصر القامة بالنّسبة إلى العمر، وينجم عن نقص التّغذية المزمن أو المتكرّر، ويرتبط عادة بتردّي الظّروف المعيشيّة والاقتصادية، وضعف صحّة الأمّهات وسوء تغذيتهنّ أو عدم تغذية الرّضع وصغار الأطفال ورعايتهم على النّحو الملائم في مراحل الحياة المبكّرة ويحول التّقزّم دون تحقيق الأطفال لإمكاناتهم الجسمانيّة والإدراكيّة.

 

وفقا لما قالته الفاو: "غالبا ما تصدّر البلدان التي تواجه تحدّيات تتعلّق بالأمن الغذائيّ والتّغذية المكوّنات الرئيسيّة لنظام غذائيّ صحّيّ (كالفواكه والخضروات والأسماك) وتستورد الحبوب المكررة والدهون والسكر، وهي المكوّنات الأساسية للأنظمة الغذائيّة غير الصّحّيّة".

 

تلك هي سياسات حكام وُضِعوا ليسهروا على تأمين مصالح الغرب وإن أفقروا شعوبهم وجوّعوها، وقزّموا أطفالها وأبناءها. فما يعيشه أهل مصر من فقر وفاقة وجوع في ظل هذا النّظام العميل وتحت رعاية القائمين على تنفيذه، ليس حكرا عليها بل إنّ معظم البلدان كذلك حيث يئنّ أبناء المسلمين ويتألّمون جرّاء عيشهم في كنف أحكام وضعية لا همّ لها إلّا تأمين مصالحها وتحقيق أكبر قدر من الأرباح وإن كان ثمن ذلك موت الآلاف في الحروب أو جوعا.

 

فالسّودان على سبيل الذّكر لا للحصر رفعت يوما شعار "السّودان سلّة غذاء العالم" سعيا لتحقيقِ الاكتفاء الذاتيّ ممّا تمتلكُه من محاصيل غذائية، فلها من الأراضي الزّراعيّة الصّالحة والمياه ما يضمن لها ذلك، ولكنّها اليوم تعاني من الجوع بسبب السّياسات المتّخذة والتي تعمل فقط على خدمة مصالح الغرب والذي يعمل بدوره على تقسيم البلاد وبثّ الفوضى فيها للسّيطرة عليها وإحكام قبضته عليها. وكذلك اليمن وعديد الدّول الأخرى، بل إنّ 1.3 مليار شخص في العالم لا يزالون يعيشون في فقر متعدّد الأبعاد، ونصفهم تقريباً من الأطفال والشّباب. (الأمم المتّحدة)

 

إنّ العالم اليوم يواجه الكثير من التّحدّيات التي تهدّد أمن البشريّة وسلامها بشكل ربّما يكون الأكثر خطورة على مدار عقود مضت، وفي مقدّمتها القضاء على أمراض سوء التّغذية بجميع أشكالها والتي تتزايد بشكل ملحوظ ومخيف لتُشكّل خطورة بالغة على حياة الإنسان وصحّته.

 

ها هو النّظام الرأسماليّ العالميّ يتهاوى صرحه وتسقط حجاراته الواحدة تلو الأخرى لتكشف عن خور كلّف البشريّة جمعاء ثمنا باهظا فعانت الحروب والويلات والفقر والمجاعات وصارت تعيش حياة ألم وشقاء.

 

هي نتائج حتمية لنظام وضعيّ جشع يدفع ثمنه العالم كلّه بمختلف شرائحه المجتمعيّة، ولكنّ الفقراء والنّساء والأطفال هم الفئات الأكثر تضرّرا. وها هو العالم يبتعد أكثر فأكثر عمّا أطلق عليه مؤتمر بيجين "تحقيق هدف التّنمية المستدامة" والمتمثّل في القضاء على جميع أشكال الجوع وانعدام الأمن الغذائيّ وسوء التّغذية مع حلول عام 2030،

 

إنّ أزمتنا الحقيقيّة هي في هذا النّظام الرّأسماليّ الذي يمنع النّاس من استغلال الموارد ويمنحها لشركات الغرب، تحول بينهم وبين زراعة الأراضي لتنتفع شركات الغرب التي تجلبها وتشجعها على الاستثمار وتضيّق على شبابنا، ما دفعه للهجرة أو الانتحار شنقا وحرقا وغرقا، والذي جعل بلادنا سوقا رائجة لمنتجات الغرب المستعمر لنخضع له ونتّبعه ولو دخل جحر الضّبّ.

 

إنّ أزمة العالم الحقيقيّة هي في غياب نظام الخالق الذي يرعى شؤون النّاس رعاية حقيقيّة فيضمن لكل فرد إشباع حاجاته الأساسيّة من مأكل وملبس ومشرب ويحقّق للمجتمع الأمن والتّعليم والرّعاية الصّحيّة ويمكنهم من الانتفاع بالموارد واستغلالها على الوجه الأمثل وإنتاج الثّروة منها، كلّ هذا لا يضمنه إلاّ الإسلام نظام ربّ العالمين في ظل دولة الخلافة الرّاشدة على منهاج النّبوّة.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزي لحزب التّحرير

زينة الصّامت

 

آخر تعديل علىالسبت, 04 آذار/مارس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع