الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لسنا بالخِبِّ ولا الخبّ يخدعنا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لسنا بالخِبِّ ولا الخبّ يخدعنا

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس إيمانويل ماكرون، الخميس 2023/03/02، إن حقبة التدخل الفرنسي في أفريقيا انتهت. جاء ذلك في تصريحات له أثناء لقائه الجالية الفرنسية في عاصمة الغابون، ليبرفيل، حسبما ذكر موقع فرانس24. وأضاف ماكرون إن "فرنسا لا تبدي أي رغبة في العودة إلى سياساتها السابقة بالتدخل في أفريقيا" مصرّحا أن "عهد أفريقيا الفرنسية انتهى". هذا وقد باشر الرئيس الفرنسي جولة أفريقية تشمل أربع دول في وسط أفريقيا وهي الغابون وأنغولا والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية. (الأناضول)

 

التعليق:

 

رغم الاستقلال الذي تحصلت عليه 14 دولة أفريقيّة سنة 1958 إلا أنه ظل صوريّا لأن فرنسا كانت  متأهبة لإدارة حقبة ما بعده، وهيأت لها حكاما صنعتهم على عينها فكانت لها الصلاحيّة المطلقة في الاستنزاف الاقتصادي والسلب الحضاري والهيمنة الثقافية واحتكار الأنشطة الأمنية والتدريب العسكري.

 

كيف نصدّق أن فرنسا أعلنتها توبة على لسان رئيسها ماكرون و25% من المفاعلات النووية التي تعتمدها فرنسا للتزود بالكهرباء متأتية من مناجم موجودة في شمال النيجر وتشاد؟!

 

كيف نصدّق أن فرنسا يمكن أن تتخلّى عن ماضيها الاستعماري الدموي وتتعامل بنهج جديد يسوده الحوار والاحترام المتبادل وهي التي لم تتعامل إلا بفوقية واستعلاء؟!

 

كيف نصدّق أن فرنسا تتعهد بعدم التدخل في أفريقيا وهي التي تطبع العملات لـ12 بلداً أفريقياً وتضخ هذه الدول المستعمَرة بدورها 50% من احتياطاتها النقدية الأجنبية في البنك المركزي الفرنسي؟!

 

كيف نصدّق أن عهد أفريقيا الفرنسية انتهى ولا زالت المعاهدة الاستعمارية ذات البنود المعلنة وأخرى سرّية سارية المفعول وهي التي تكبل بلدان القارة السمراء وتحول دون تقدمها؟! هاته المعاهدة التي بموجبها تلتزم المستعمرات السابقة بوضع 85% من دخلها تحت رقابة البنك المركزي الفرنسي مقابل البنية التحتية التي ادّعى الاستعمار تشييدها، وتخوّل فرنسا الحق الحصري في الحصول على أي مواد خام تُكتشف في أراضي مستعمراتها السابقة وتمنح الشركات الفرنسية أولوية في أي أنشطة اقتصادية في هذه البلدان؟!

 

إن محاولات ماكرون تبييض سمعة فرنسا لن تنطلي على ذي عقل يلمس التراجع الاقتصادي والثقافي لفرنسا في القارة السوداء خاصّة مع فشلها العسكري الذريع في غرب ووسط أفريقيا. لن نصدق أي استراتيجيّة جديدة تسوّق لها يا ماكرون في ظل تقهقر مكانة فرنسا وتراجع هيمنتها في أفريقيا، ولن نطوي صفحة الماضي ولن نسمح لك أن تفتح صفحة جديدة تعيد فيها صياغة سياسات الهيمنة مع تغيير المصطلحات.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. درة البكوش

آخر تعديل علىالإثنين, 06 آذار/مارس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع